الإقامة الفنية - أقدام صغيرة
88

أقدام صغيرة - منسيون خلف الحضارة فيلم قصير جداً لـ بنان زرعيد

 

 

"الطفل كالوعاء تماماً، علينا أن نساعده على التسلح بالعلم والثقافة والمعرفة، لأننا إن لم نفعل ذلك، سيمتلئ بالجهل والعنف، وخصوصاً الأطفال العاملين"

بنان زرعيد هي فنانة مقيمة ضمن برنامج الإقامة الفنية في مجتمع مشكاة، صانعة أفلام وفي الفصل الأخير كطالبة في الكلية الأسترالية للإعلام. حاصلة بالأصل على بكالوريوس في الفيزياء وعملت كمعلمة لمدة عامين، ومن ثم أصبحت مديرة قسم النشاطات والمسرح في ذات المدرسة ومن هنا بدأت رحلتها في صناعة الأفلام. تقول بنان:

" بدأت رحلتي في صناعة الأفلام من الكتابة، كنت أكتب وأنظم المسرحيات في المدرسة، ونصحني أحد الأصدقاء أن أدخل مجال صناعة الأفلام، فقررت التقدم للجامعات وحصلت بعدها على منحة في الكلية الأسترالية.. بدايةً اقتصر عملي على المونتاج والكتابة، ومن ثم اتجهت لصناعة الأفلام وأول عمل لي هو فيلم توعوي حولَ قضية العنف يدعى الدائرة"

 

 

التحول في مسيرة بنان المهنية كانَ كبيراَ، إلا أنها تقول أن التحول الحقيقي كانَ ثقافياً، فخلال دراستها أصبحت أكثر انفتاحاً على الآخرين وثقافاتهم وتفكيرهم، وأصبحت أكثر تقبلاً، تقول أيضاً:

" الفن يجعلك بالفعل أكثر انفتاحاً على العالم، ويجعلك ترى الآخرين بطريقة مختلفة تماماً.. الفن لغة، لغة تجمعنا كلنا ونفهمها جميعاً"
عملت بنان في برنامج الإقامة الفنية على صناعة فيلم قصير بعنوان "أقدام صغيرة"، الفيلم يتحدث عن طفل صغير، لم يسمح له العالم بالحصول على أبسط حقوقه، وكيف أدى هذا إلى تغيير مسار حياته، حيث اللقاء المر بين التعليم وعمالة الأطفال.
تعاملت بنان مع الكثير من الأطفال خلال عملها السابق، وتقول أن أبسط المواقف لها القدرة على تحويل حياة الطفل وتغييرها، وأن الأطفال هم ورقة بيضاء، نحن من يستطيع تشكيلها.  
وتخبرنا أيضاً أنه بالرغم من كون النظام التعليمي مليئاً بالمشاكل والثغرات، إلا أنه مهم لأن الجهل أحد أسباب الدخول في دوامة العنف، لأن الذي يتطرف هو شخص جاهل بالدين وبالثقافة وبالآخرين، والعلم والثقافة والقراءة سبيلنا لنتفاعل مع الآخرين ونعرفهم أكثر. والتعليم ليسَ حكراً على المدرسة فقط، بل يمتد للمجتمع والعائلة التي تشكل معاً منظومة متكاملة.

 

بطل الفيلم هو طفل سوري صغير موهوب للغاية يدعى "تيم"، تعرفت عليه بنان من خلال عائلته، وكان بطل فيلم "الدائرة" وقال لها بعدما انتهى من تصويره " متى رح تناديني ع الفيلم الجاي؟" وبالفعل صورَ معها الفيلم القصير "أقدام صغيرة". تحاول بنان مساعدته باستمرار على الدخول في مجال التمثيل، وتخبر كل صناع الأفلام عنه وعن موهبته.

خلال تصوير الفيلم، وبينما كانَ تيم يقف على الإشارة، أعطاه أحد الرجال مبلغاً مالياً، فقال تيم "أنا لا أبيع الجرائد حقاً.. هذا فقط لتصوير الفيلم" .. فردَ عليه الرجل " أنت تساعد في نقل رسالة للعالم، وتستحق هذا التقدير البسيط".  

رسالة بنان هي أن المستقبل القادم ليسَ سهلاً، وإذا كان جيداً فهذا بسببنا نحن ومن خلالنا ومن خلال الأجيال التي نساعدها ونبنيها ونعلمها.. والتغيير ليسَ سهلاً، والطريق طويل وفيه مشقة.. لكن الأمر يستحق، والحياة تستحق أن نتعب حتى نبني كوكباً أفضل تعيش فيه الأجيال القادمة بسلام.

أخبرتنا بنان أيضاً عن تجربتها في الإقامة الفنية:

"شاركت في العام الماضي ولم يتم اختياري للمشاركة، وفي هذا العام عندما تم الاتصال بي كنت سعيدة جداً.. نحن بحاجة إلى مشاريع تدعم الأعمال الفنية الهادفة، وتنقل رسالة عبر الفن.. وهذا ما يحدث في مجتمع مشكاة"

سيتم نشر الفيلم القصير جداً - أقدام صغيرة قريباً على موقع مجتمع مشكاة 

 

التغيير ليسَ سهلاً، والطريق طويل وفيه مشقة.. لكن الأمر يستحق، والحياة تستحق أن نتعب حتى نبني كوكباً أفضل تعيش فيه الأجيال القادمة بسلام.