سلسلة مقالات نقطة: فخر العرب
19

سلسلة مقالات نقطة: فخر العرب

 

 

يقع الأردن على المؤشر العالمي للسلام في المركز 98، واحتل الأردن عام 2018م المرتبة (60) دولياً على "مؤشر الإرهاب العالمي" الذي يصدره "معهد الاقتصاد والسلام" في سيدني الذي يقيس آثار الإرهاب في (163) دولة في العالم خلال الفترة من 2000م - 2018م.

في ظل هذه المؤشرات دعونا نفكر بالطرق المتبعة لدينا في نشر الإرهاب والعنصرية؟

مما لاشك فيه أن المشكلة تكمن بعدم معرفتنا!، أي نتبنى الدعوة للقضية "س" فتصبح تصرفاتنا بطريقة غريبة تتحول للدفاع ثم المجابهة والمحاربة وهو أمر يعود إلى أساليب التنشئة الإجتماعية لدينا 

 

-إقرأ  كيف يجعلنا والدانا أكثر تطرفاً؟؟

 

فإن غرس أفكار عدم تقبل اختلاف الآخر من (اللون، الجنس، العرق، الدين،... ) في عقول أطفالنا منذ الصغر هو أمر تمخض عنه الإرهاب، العنصرية والتطرف وأقوال وأمثلة عديدة منها مثل أخوية الإسلام (البعيد من نفس الدين أقرب لك من جارك الذي يخالفك الدين)، هكذا حقا!

واتباع أساليب التكفير ووسواس الفرقة الناجية وعدم  تحكيم العقل و الفجوة المعلوماتية وعدم التجدد وترعيب وترهيب الناس من العذاب، فرض طرق للحياة وكأنها قانون وكل من يخالفه آثم وله العذاب..

 

- التكفير: هو الاعتقاد بأن الآخر لا يستحق رضا الله، وإن افعاله آثمة وغير مقبولة من قبل الرب، ويؤمن التكفيريون بأنهم المقبولين من قبل الله وأن الآخرين يكفرون بالله حتى وإن كانوا لا يعرفون.

 

فهل أسلوب المجابهة في الخطب والتعليم والمحاضرات والفتاوى هو الصحيح؟

نتأسف اليوم ببضع كلمات على مجازر وحروب الإرهاب والتطرف ويتغيب عن أذهاننا لدقيقة أننا نحن السبب فيها، فمجزرة نيوزلاندا وحادثة سيرلانكا هي مثال واضح ونتيجة لتعليم متطرف، وتربية عنصرية، وخطب فارغة..

 

شاهد: كلمات لا تنسى

 

القوى الناعمة:

هو مفهوم صاغه جوزيف ناي من جامعة هارفارد لوصف القدرة على الجذب والضم دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للاقناع. (الرياضة، الموسيقى، الرسم، الكتابة …) هي القوى في عصرنا الحالي وهي السلاح . إن أهمية الفن تكمن في أنها أداة غير مباشر لزرع التسامح والحب بين الناس من حيث أن الذي يجمعهم الإهتمام والجغرافيا والهوية أقوى من خيوط الأعراف والألوان والأيديولوجيات.

رد فعل

 

*فخر العرب والإسلاموفوبيا:

محمد صلاح؟

أكثر من 6500 لغة في العالم وأكثر من 10000ديانة و6 الوان بشرة والعديد من العادات والتقاليد ورغم كل هذا الإختلاف إلا أن هناك لغة واحدة تجمعنا وهي "الرياضة"

صلاح تكلم اللغة التي قللت من عنصرية اللون والدين والعرق في الغرب، بل وعكس صورة جيدة لإسلامه  مما دفع الكثير من المشجعين والمحبين لصلاح أن يحبوا هذا الدين أيضا. صلاح فعل ما لم يقدر عليه أئمة مساجدنا والمشايخ والكهنة وغيرهم ممن يدّعون أنهم رسل لهذه الرسالة.

أكدت الدراسة الأكاديمية أن سلوكيات "صلاح"، كمسلم محبوب من الجماهير، ساهمت في تقليص نسبة كراهية الإسلام في مقاطعة "ميرسي سايد" البريطانية منذ وصوله للعب مع فريق ليفربول. 

و تم رصد تراجع بنسبة 18.9% في معدل جرائم الكراهية ضد المسلمين في المدينة التي يقيم فيها فريق صلاح (ليفربول) بريطانيا منذ وصول النجم المصري إليها وهو ما لم يحدث في غيرها من الجرائم (كانت هناك 936 جريمة كراهية على مستوى المقاطعة). 

فبعض جماهير ليفربول التي اشتهرت سابقا بالعداء ضد الإسلام، خفضت معدل تغريداتها ضد المسلمين إلى النصف، وتراجعت نسبة التغريدات المعادية للمسلمين من 7.2% من إجمالي تغريدات جماهير ليفربول عنهم إلى 3.4% فقط. 

وذكرت الدراسة التي أجراها "مختبر سياسة الهجرة" أنها رصدت وحللت 15 مليون تغريده من جماهير كرة القدم في المملكة المتحدة، كما أجرت تجربة بحثية على 8060 شخصا من جماهير ليفربول للوصول إلى هذه النتائج. 

الدراسة اعتبرت أن هذه النتائج تؤكد على أهمية النماذج التي تقدمها الشخصيات العامة في المجتمع، ومدى تأثيرها على تغيير اتجاهات وسلوكيات الأفراد فيها. 

أكثر من 6500 لغة في العالم وأكثر من 10000ديانة و6 الوان بشرة والعديد من العادات والتقاليد ورغم كل هذا الإختلاف إلا أن هناك لغة واحدة تجمعنا وهي "الرياضة"

كما يقول الدكتور علاء الرباع، أحد 4 من الباحثين الذين قاموا بالدراسة، أنه مع انتهاء دوري أبطال أوربا وفوز ليفربول باللقب، نشرنا ورقة بحثية عن تأثير صلاح على الإسلاموفوبيا (الخوف من أو كره الإسلام والمسلمين)، خاصة أن الكثيرين توقعوا أن يكون نجاحه وصورته كمسلم قد أديا إلى تخفيف الإسلاموفوبيا. 

وفي ذات السياق، نجح لاعب التايكواندو الأردني أحمد أبو غوش، بعد أن فاز بميدالية ذهبية للأردن في الألعاب الأولمبية الصيفية 2016 في ريو دي جانيرو في منافسات التايكوندو بأن يزداد عدد أندية التايكوندوا وعدد الرياضيين أضعافاً مضاعفة، فبعد ذهبية “أبو غوش” توالت إنجازات الرياضة الأردنية في المسابقات الإقليمية والعالمية وكان العام الماضي 2018 عاما مميزا وتاريخيا للرياضة في المملكة، بعد أن نجحت البعثة الأردنية المشاركة بدورة الألعاب الآسيوية في أندونيسيا أكبر عدد من الميداليات في تاريخ مشاركاتنا بآسيا تمثلت بـ 12 ميدالية من بينها ذهبيتان وفضية وتسع ميداليات برونزية.

 

إقرأ أيضاً:

الإسلاموفوبيا: معاناة المسلمين في ديمقراطية الغرب

تعرف على بطل التايكواندو أحمد أبو غوش

 

الملك المصري: 

 We bought the lad from Roma and he scores every game, he’s Egyptian and he’s brilliant and Mohammed’s his name. Mo Salah lalala Mo Salah lalala'و معناها: "أحضرنا الفتى من روما، ويسجل في كل مباراة.. هو مصري ورائع واسمه محمد".  - الأغنية التي شغلت الإعلام الإنجليزي

أشار البريطانيين من جمهور محمد صلاح والذين يلقبونه “الملك المصري” أن لُطف ودماثة أخلاق هذا اللاعب قد يؤديان إلى إسلام معجبيه؛ بل وصل بهم الحال إلى الثناء على اللاعب، الذين قالوا إنه بتصرفاته هذه يقوم بمكافحة العنصرية ضد الإسلام وحده. والجدير بالذكر أن الصحافة البريطانية تدعم وجود اللاعب المصري في صفوف واحدٍ من أعرق نواديها.

صلاح اليوم يملك السلاح الصحيح للتغير ونشر الرسالة، سلاح الفن والرياضة، فقد ظهر تأثير محمد صلاح على جماهير بريطانيا وتغيير وجهة نظرهم عن الإسلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث قال أحد رواد موقع تويتر

 "أنا أشهر إسلامي الآن بسبب محمد صلاح"، وعلق آخر: "محمد صلاح يُعالج ظاهرة الإسلاموفوبيا أكثر من تريزا ماي ومجلس وزرائها"، وعلق آخر "أنا الآن مُسلم بنسبة 100% لأني متأكد أن محمد صلاح يحرز أهداف لأنه يُصلي للإله الصحيح".
 

أما بعد نكرر، في ظل هذه المؤشرات دعونا نفكر بالطرق المتبعة لدينا في نشر الإرهاب والعنصرية؟

لكل منا لغة مختلفة في نشر رسالته وهو الأمر الذي يجعلنا نبذل كثيرا من الجهد العبثي، لكن دعونا اليوم نتحدث لغة واحدة، لغة الحب، الفن، الموسيقى، الرياضة، لغة السلام والإنسانية. 

أُنتجَ هذا المقال، ضمن برنامج الإقامة الفنية.