العازفة
378

دانا خصاونة - العازفة - مسرحية أبكت الرجال

" الطريق لقلب الزلمة شو؟؟ معدته..  ديري بالك على جوزك.. الزلمة ما بعيبه إشي"..

" الطريق لقلب الزلمة شو؟؟ معدته..  ديري بالك على جوزك.. الزلمة ما بعيبه إشي".. لو أن أمها من البداية لم تثقل كاهلها بالتوصيات والأوامر عن أن المرأة يجب أن تطيع زوجها وتلبي كل طلباته.. لما وصلت إلى هذه المرحلة.. مرحلة المرض النفسي ؟ المرض الذي قد يؤذيها ويؤذي الآخرين من حولها " تقول دانا.

 

العازفة.. امرأة حالمة، ذات طموح، تحلم بأن تصبح عازفة بيانو، ويموت طموحها لأن زوجها يقول لها "المرأة مكانها المطبخ" وأمها تقول لها "الطريق لقلب الزلمة معدته" وصديقتها تقول "إلا الطلاق.. بلاش يقولو المطلقة ر احت والمطلقة إجت"

 

هي قصة امرأة تلجأ إلى الجريمة لتتخلص من حياتها المثقلة بالمأسي، المسرحية بالأصل لكاتبة سعودية، تتكون من 60 صفحة وتحاكي واقع المرأة السعودية وما تعيشه من ضغوطات مجتمعية، لكن دانا خصاونة - الفائزة بمنحة جوائز التسامح لعام 2018 - اختزلت النص المسرحي من 60 صفحة إلى 6 صفحات، وحولته إلى اللهجة المحكية الأردنية، وأضافت بصمتها الخاصة على الأحداث، لتخرج بتحفة فنية تقشعرُ لها الأبدان، وتفوز بالعديد من الجوائز ضمن مهرجانات محلية وعربية.

 


 

درست دانا الدراما في الجامعة، ولكنها تقول أن الأمر كان بمحض الصدفة، ولم تعرف أنها تمتلك موهبة التمثيل من قبل، وفي يوم التسجيل في الجامعة ذهبت لتتقدم لامتحان تخصص تصميم الأزياء مع أنها لا تستطيع الرسم، وعندما خرجت من قاعة امتحان تصميم الأزياء، رأت أمامها غرفة اختبارات المسرح، وقررت أن تتقدم لامتحان أيضاً، وحصلت على علامة 47 من 50.

تقول دانا:

" شعرت أنني أمتلك موهبة بعدما رأيت علامتي، وكانت أعلى علامة بين كل المتقدمين، وقررت أن أكمل طريقي في مجال المسرح، بالرغم من أنني كنت خائفة جداً، إلا أنني بعدما أديت أول دور كممثلة شعرت أنني أكثر جرأة، على الرغم من أنه كان دور شاب.

في كل مرة أصعد على المسرح أكتشف ذاتي وأنني قادرة على فعل كل ما أريده"  

 

مسرحية العازفة، كانت إحدى المسرحيات التي أدتها دانا في الجامعة، حيث أدت فيها دور المخرج والممثل، وهي مسرحية مونودراما (مسرحية الشخصية الواحدة) وتمثل فيها دانا دور العازفة وأمها وزوجها وصديقتها ويعتبر هذا النوع من التمثيل الأصعب، ولكنها حصلت على المركز الأول ضمن كل المسرحيات المقدمة.  وشاركت في مهرجان عمون، حيث عملت على المسرحية مع زوجها "منير القطب" وهو مخرج وصانع أفلام، فكانت المسرحية دمجاً لرؤية دانا كمخرجة مسرح ورؤية زوجها كمخرج أفلام.

 

 

حصلت المسرحية على جائزة منح جوائز التسامح لعام 2018 من مجتمع مشكاة، وحصلت على جائزة أفضل ممثلة دور أول، وجائزة أفضل مؤثرات بصرية وأفضل إضاءة في مهرجان عمون. ومن ثم شاركت في مهرجان المحترفين و مهرجان الكويت للمونودراما، وعرضت في العديد من الأماكن في العديد من البلدان.

 

تتميز المسرحية عن غيرها من مسرحيات المونودراما بسبب الاعتماد على المؤثرات البصرية في العرض، فتارةً ترى المكان امتلأ بالغيوم، وتارج ترى مشنقة يتدلى منها جسد، وتسمع صوت مرأة تنكسر ورعد يملأ الأرجاء. تقول دانا:

" صحيح أن المؤثرات البصرية جعلت المسرحية مميزة، ولكن ما ميزها حقاً هو الإحساس، لو أقمنا عرض مسرحي كامل بأفضل الإمكانات ولم يستطع الممثل أن ينقل إحساسه للمشاهدين، فلن ينجح العرض.. أنا صدقت قصة العازفة، وصدقت أنني العازفة.. ولهذا صدقني المشاهدون وبكى الكثير منهم.. حتى الرجال"

 


 

تجربة دانا كفتاة محجبة في التمثيل لم تكن سهلة، وواجهتها العديد من الصعوبات، وفي أحد العروض المسرحية، جاء رجل لزوج دانا "منير القطب"  - الذي يساعدها في الإخراج والتجهيز - مستغرباً كيفَ يسمح لها بأن تمثل و تصعد على المسرح! وبالرغم من محاولات دانا وزوجها بإقناعه إلا أنه لم يقتنع أبداً.

 

تعيش دانا الآن في دولة الإمارات، حيث قامت بالإنتقال للعيش والعمل هناك حديثاً وهي  تعمل كمعلمة دراما وتجهز لمسرحية جديدة ستعرض في مهرجان الكويت للمونودراما، حيث أن إدارة المهرجان تواصلت معها لتشارك هذا العام مجدداً.

تقول دانا في ختام حديثنا معها:

" الفن هو رسالة حب ويجب أن تصل للجميع، لولا الفن لما استطعنا فهم الكثير من الأشياء، ولولا الفن لما تطورنا.. وكل شخص لديه موهبة عليه أن يعمل على تطويرها، لأنها ستغير حياته"

--------------------------------

دانا خصاونة، هي إحدى الفائزين في مسابقة منح جوائز التسامح لعام 2018. وهي مسابقة سنوية تقيمها منظمة بيس جيكس في الأردن من خلال مشروع مجتمع مشكاة، وتهدف إلى تمكين المبدعين وصناع المحتوى، ومساعدتهم على خلق محتوى بديل معاصر، يركز على قيم التسامح والتفاهم، ويعزز مفهوم الاعتدال والانسجام والتماسك المجتمعي والحوار البناء من خلال تسليط الضوء على العديد من القضايا المجتمعية، التي تتعلق بالمرأة والشباب والأقليات الدينية واللاجئين.

وسيتم عرض المسرحية كاملة قريباً على مجتمع مشكاة