هذا المنشور تمت مشاركته في:

أفلام

202

فيلم مدن ترانزيت "دهشة ليلى"


على اعتباري مشاهدة عادية من ضمن تلك الفئة التي تقلب أسماء الأفلام لتقضي ساعات ما في عطلة الأسبوع دون احتكاك لفظي مع المحيط، إذا لم لا أتعمد مشاهدة فيلم أردني، محرك البحث جوجل سهل المهمة وها هي أسماء الأفلام الأردنية، تعريف بسيط متوفر لكل عنوان حتى انتابني فضول لمشاهدة فيلم مدن ترانزيت حيث ليلى العائدة إلى الأردن، تركته في مرحلة زمنية كانت الأحزاب ذات التوجهات اليسارية أكثر ظهوراً على الأقل بين النخبة من الطلبة والأساتذة وفي عموم نواحي المجتمع. 

 

مدن ترانزيت

 

 لتعود وتجد أن الأربعة عشر عاما التي انقضت في الغربة قلبت مرحلة كاملة، لتبدأ خطاباً بدا وكأنه غربة جديدة لليلى، الحوارات مع الأهل مباشرة تماماً، لماذا؟ تكرر سؤالها، ترك والدي العمل الصحفي وامتهن الجلوس أمام التلفاز طوال النهار.. أختي ترتدي الحجاب فجأة.. أي تدين مفاجئ هذا.. لماذا لا أتمكن من إيجاد وظيفة رغم مؤهلاتي.. لماذا يفرض الجميع أحكاما محددة لنواحي الحياة.. أين أسكن ومع من وماذا أرتدي، كلها ملك للمجتمع وعقله الجمعي لا شأني أنا؟.. ماذا تبقى مني..

 تولد العنف لدى ليلى ضد مالك الغرفة التي استأجرتها عندما فرض عليها مغادرة الغرفة لما اعتبره خرقا أخلاقياً "سكر وسهر للفجر" هكذا صرخ في وجهها لتضربه في وجهه وتنتهي في قسم الشرطة حيث ينجدها والدها الصامت الذي أثقلته التغيرات التي لم تشبه يوما، ونصحها والدها بالعودة.. 

مدن ترانزيت

 

 صورة صديق قديم التقت به دون أي دهشة للقاء الرفاق القدامى، حنين يبدو مزيف لوقفات احتجاجية وخطابات من شخصيات بدت في حينها شديدة التمسك بالفكرة التي سقطت سهواً أمام المنصب،. 

"ممنوع تسكني لحالك، ممنوع تفلتي ع حل شعرك" اختزالات المجتمع على لسان والدتها كان خاتمة الصدمات، ماذا تبقى من الوطن المتخيل من بساطة شعبه بلا محفوظات شديدة القدسية، من شعارات بدت جميلة شكلت سلماً للبعض ليس إلا، شوارع باتت مزدحمة بالمتجهمين بصمت بالبائسين بصمت، أماكنُنا العتيقة امتلأت بالسياح، لم لا ..للأماكن سحر يُستفاد منه، والفكرة الجميلة استحالت ذكريات استهلاكية للبيع، صوته يخترقها عودي يا ابنتي لقد تغير كل شيء

مدن ترانزيت

 

وسائط متعددة ذات صلة