سلسلة مقالات نقطة: نقطة المرجع
66

سلسلة مقالات نقطة:نقطة المرجع

 

 

أنت اليوم بتسوق سيارتك بسرعة  60، وعلى يمينك سيارة سرعتها  20 سائقها بليد مثل ما حكمت عليه، وعلى يسارك سيارة سرعتها 100 سائقها متهور مثل ما أطلقت عليه حكم سابقاً، فهل أنت بهاي النقطة فكرت لدقيقة إذا كنت متهور أو بليد لأحدهم؟؟؟

 

مما كتب الدكتور سلمان عودة في هذا السياق  تحت عنوان " أنا النموذج " يقول:

 

انتبهتُ ذات يوم وأنا أقود سيارتي إلى واحدة من القواعد النفسية والأخلاقية العامة: إذا حجزتني سيارة بطيئة أمامي، قلت : يا له من بليد! وإذا تجاوزتني سيارة مسرعة، قلت: يا له من متهور! .. إننا نعتبر أنفسنا " النموذج " الذي يُقاس عليه سائر الناس؛ فمن زاد علينا فهو من أهل " الإفراط "، ومن نقص عنا فهو من أهل " التفريط ".

 

فإذا وجدتَ من ينفق إنفاقك فهو معتدل كريم، فإن زاد فهو مسرف، وإن نقص فهو بخيل، ومَن يملك جرأتك فهو عاقل، فإذا زاد فهو متهور وإذا نقص فهو جبان.

 

ولا نكتفي بهذا النهج في أمور الدنيا بل نوسعه حتى يشمل أمور الدين، فمَن عبد عبادتنا فهو من أهل التقوى، ومن كان دونها فهو مقصر، ومن زاد عليها فهو متزمت.

وبما أننا جميعاً نتغير بين وقت ووقت وبين عمر وعمر، فإن هذا المقياس يتغير باستمرار، فربما مَرّ علينا زمان نصلي الفرض دون السنّة، فنحس في قرارة أنفسنا بالأسف على مَن يفوّت الصلاة ونراه مقصراً، لكننا لا نرى بأس في الذين يقتصرون على الفرض ... فإذا تفضّل الله علينا وصرنا من المتنفّلين نسينا أننا لم نكن منهم، ونظرنا إلى من لا يتنفّلون بعين الزِّراية أو الشفقة.

 

  •  الخلاصة:

إياك أن تظن أن مقياس الصواب في الدنيا ومقياس الصلاح في الدين هو الحالة التي أنت عليها والتي أنت راض عنها، فرُبّ وقت مضى رضيتَ فيه من نفسك ما لا ترضاه اليوم من غيرك من الناس، فدع الخلق للخالق، واعمل على إصلاح ذاتك.

وعليه نقيس ما يحدث في مجتمعنا عند الزواج، فأنت كرجل عربي لا يحق لك الزواج من امرأة غير عربية فالنظرة العائلة المبهرة بلون بشرة زوجة ولدهم ستزول بعد أول نقاش مع الفتاة لأنها لا تناسب معتقداتهم ولأنهم ليسوا قادرين على جعلها نسخة من أفكارهم ومعتقداتهم، أنت كرجل عربي لا يحق لك الزواج من غير مسلمة أو حتى من طائفة مختلفة، فمثلاً نجد الدروز حتى هذه اللحظة لديهم ما يعرف بخانة المنبوذين وهي خانة للرجل الدرزي أو الفتاة الدرزية التي تتزوج من خارج ملتهم فينبذون ويحرمون من عائلاتهم وبيئتهم وحياواتهم، وعبارتهم المتكررة عند هروب أحد فتياتهم مع أحد الشبان الدروز " راحت خطيفة؟ " اشكروا الله أنها ذهبت مع درزي وليس مع أحد آخر لا قدر الله".

فعنصرية الزواج من خارج الملة، الطائفة، أو الدين سيبقى موروث اجتماعي وديني له خصوصياته ومفاهيمه الخاصة. كابوس يلاحق الطوائف والمذاهب كافة في العالم العربي، إلى حين تكريس الحرية الشخصية وحق الفرد بإدارة خياراته.

أما الرجل العربي عند الزواج المتعدد يمارسه كأنه الشيء الوحيد الذي يُسمح له في مجتمعنا فتجده يتزوج الثانية والثالثة دون التفكير بالجانب الصحي لهذا التعدد سواءً من قهر للزوجة الأولى، تفكك أسري، أو تنشئة غير سليمة للأطفال. 

ونلاحظ هنا أنني لم أذكر المرأة العربية  لأنها وبكل تأكيد لا يحق لها أي شيء من هذا (الزواج الأجنبي، غير الدين) في مجتمعنا الذي يعتبر نفسة نقطة المرجع، في حين ذهبنا لبلد أخر نجد عادات مختلفة أيضا تعتبر نقطة المرجع لهم.

 

نتذكر هنا أننا نأخذ الموضوع من جانب عملي وإنساني لا ديني أو سياسي.

 

شاهد: فيديو سطحي 

اقرأ أيضاً: 


 

  • الزواج المدني والديني، ماهما؟ 

 وفقا لتعريف منصة "موضوع" لمفهوم الزواج الديني 

(فأن الزواج الديني هو النوع الشائع بين الناس باختلاف دياناتهم، ويُعرّف على أنّه الزواج الذي يتمّ وفق الشرائع الدينيّة المنصوص عليها في الكتب السماوية، حسب كلّ ديانة ويتمّ عقده بحضور رجال الدين سواء القساوسة، أو شيوخ المساجد، أوعن طريق المأذون الذي تفوّضه المحاكم الشرعية، فيُحدّد مهراً للزوجة، ويضع الطرفين أمام ضوابط حياتيّة تسبق الزواج أو تتبعه؛ كالمُعجّل، والمؤجّل، ويُعتبر نظاماً اجتماعياً يتمتع بقدسية عالية؛ فهو قائم في الشريعة الإسلامية، وعلى مبدأ الاتفاق على الديمومة، مع عدم تحريم الطلاق في حال اختلاف الطرفين، أمّا في الدين المسيحي فهو رباط دائم، ويُحرّم فيه الطلاق مهما كانت الأسباب أو الدوافع).

 

أمّا الزواج المدني هو زواج قانوني تكون الدولة هي الطرف الوحيد المعني بإضفاء الصفة الشرعية عليه بعيداً عن المؤسسات الدينية، فشروط الزواج تكون مرتبطة بالسن والحالة الطبية للمتقدمين -تكون نتائج الاختبارات استشارية الطرفين وليست ملزمة دون النظر الى دياناتهم-. ويكون التعامل مع عقد الزواج كما يتم التعامل مع أي عقد آخر يسجل بالمحاكم، وفي حالة الطلاق يكون حق طلب الطلاق متساوي للطرفين وليس حق اثير لطرف واحد. أما الشروط التي يتم على أساسها الطلاق فهي تكون من اختصاص علماء الاجتماع مع إعطاء مساحة للحرية في حالة رغبة أحد الأطراف بإنهاء الزواج دون الحاجة الى تقديم أدلة للمحكمة، ففي النهاية الزواج يصير جحيماً إذا أراد أحد الأطراف انهائه دون أن يكون قادراً على ذلك. فالزواج المدني يجعل من السهل إنهاء الزواج بمجرد أن يكون لأحد الطرفين الرغبة في ذلك مع وضع أنظمة مختلفة لتوزيع الموارد المالية لدى الزوجين بما يحقق الاستقرار المالي للطرفين وتوفير القدرة على تربية الأطفال إن وجدوا .

 

اقرأ أيضاً: 

إن أساسيات الزواج الناجح الحب والمودة والاحترام المتبادل وإيجاد لغة حوار مشتركة، وغيرها من أساسيات أي علاقة إنسانية سليمة، فلا نجد هنا مشكلة في أي زواج تتوفر فيه هذه العوامل أياً كان اسمه.

فالدين هو أمر روحاني عظيم ومقدس يعود للفرد ويفصل عن أي عوامل خارجية كي يحافظ على قدسيته، فدخول الدين بالسياسة هو أمر يعود بالنفع للسياسة لا للدين، لأن تجار الدين يستغلون الدين لمصالحهم لا لخدمة الناس.

ليس هدفنا من ذكر ما سبق نقد المعتقدات أو اتهام الأديان بأنها لا تتواكب مع متطلبات المجتمع، ولن ندخل في جدلية لا تعنينا هنا وهي هل ما يريد تطبيقه رجال الدين موجود فعلاً في الكتب المقدسة أم هو نتاج فكر بشري يمكن تغييره لكنه أصبح شبه مستحيل لتقديسه عبر الأجيال السابقة، إنما أعرض هذا فقط كمدخل لأهمية تطبيق الزواج المدني كما أعتقد. 

 

  • دول تطبق الزواج المدني:

تونس الدولة العربية الوحيدة التي تعترف بالزواج المدني، وأولى الدول العربية التي خطت على خطى أوروبا في الزواج مثلها مثل تركيا وغيرها من الدول الأوروبية التي فصلت الدين عن القانون والأحوال الشخصية لدى المواطنين، ففي عام 1956 أقر الرئيس الحبيب بورقيبة إصلاحات في قانون الأحوال الشخصية نصت على منع تعدد الزوجات، ومنع أي صيغة خارج الزواج المدني، وحاولت كثير من الحركات مثل حركة النهضة إلغاء الزواج المدني ولكنها فشلت.

ويستبعد الدستور التونسي الشريعة الإسلامية من الحكم، إذ تنص المادة الثانية على أن تونس دولة مدنية تقوم على المواطنة وإرادة الشعب والقانون، وتنص المادة الواحد والعشرون أن المواطنين والمواطنات متساوون أمام القانون دون تمييز، وحق المرأة الراشدة في تزويج نفسها من دون الحاجة إلى وصي عليها.

وممكن الحصول على الزواج المدني في جميع الولايات الأمريكية, ويمكن الجمع بين المدني والديني في بعض الحالات.

كما تجبر معظم الدول الأوربية أن يكون فيها الزواج المدني إجباري، وهو أمر مرفوض أيضاً، لأن ما نريد الحصول عليه حقاً هو حرية حقيقة للأفراد في الاختيار، أي اختيار.

 

اقرأ أيضاً: 

 

-جلال؟

-نعم يا ميشيل

-بتتزكر لما حكيتلي عن مشكلتك إنت وحنان شو قلتلك! هاي المشكلة بكون حلها بالقانون والتعليم، المرة الماضية حكينا عن القانون هالمرة بنحكي عن التعليم

-التعليم الديني؟

-جزء عن التعليم الديني والباقي عن التعليم بشكل عام ودوره، أو بالأحرى كيف لازم يكون دوره لحتى تعرف تكرس ثقافة مدنية بعقول الناس، ثقافة فيك تسقطها على كلشي، الزواج، طلاق، حب، فكر، دين، سياسة، فن،…

-ليه؟

-لحتى تخلق الطالب الإنسان أولاً و إنتمائه لهاد العالم، والطالب المواطن ثانياً، بدون أي إعتبارات

-ميشيل! إنت مو ناقصك، مقالك المرة الماضية تحمسوله كتير شباب، لأنه تناغم مع أحداثهم وعمل شوية حساسية، ترجع هلا تثير الموضوع مرة تانية، معناها إنت رح تشعل البلد..

-أول مرة ما بتوقف معي وبتدعمني

-بالعكس أنا معك وعلى ضو 

-الوقت ما بفرق معي أنا بهمني الفكرة، إنت شو رأيك؟

-الفكرة كتير ملحة وخصوصي بالنسبة إلي بس إنت رح تتناول التعليم الديني!

-التعليم الديني يا جلال مارح يكون المحور هو جزء وجزء كتير مهم بس مو المحور 

 -حتى يا سيدي لو مو المحور وجزء مو مهم، شو بتفكر تلغي الدين؟

-إلغي ؟! حدا بقدر يلغي الدين بالشرع، الدين مكون أساسي، بس في فرق بين تعليم بيطلع إنسان متطرف وتعليم بيطلع إنسان مهذب بيحترم الإختلاف، بيحترم حرية الآخرين، المناهج لازم تتعدل على هاد الأساس 

والدولة من خلال تكريس المنهج بتكرس الأخلاق والمواطن..

 

إقرأ تعليم بلا إنسانية

 

بالكون 100 بليون مجرة على الأقل، تسعة كواكب في المجموعة الشمسية، سبعة قارات بالعالم، أكثر من 6500 لغة، وعدد سكان العالم ما يقارب 7,550,262,101 نسمة، أكثر من 10000 ديانة، 6 ألوان بشرة، سكان الأردن تقريباً9.823.627 نسمة، أعتقد الوقت المناسب لندرك إنه احنا لسنا "بمحور الكون" و وجودنا ك جزء صغير بحجم الذرة تقريباً بهالعالم ما بيعطينا الصالحية لمحاسبة الآخرين ونترك المحاسبة ل "الله"، والوقت المناسب لنقبل بعض بكل اختلافاتنا، ونتوقف عن السعي لجعل العالم نسخ منا، من الوانا، أفكارنا، أشكالنا، ومعتقداتنا.


أُنتج هذا المقال ضمن برنامج الإقامة الفنية