56

شيزوفرينيا

 

شيزوفيرينيا 

 

 

من بداية وجود الإنسان على كوكب الأرض و هو عم يعتمد على المنطق العقلاني في التواصل،

 و إللي بدوره إتطور مع تطور قدرته على الإرسال و الإستقبال

و الملفت إنه كل ما طور هالإنسان نشاطاته الجسدية و الفكرية كان ينجح في عملية التأقلم مع الظروف المحيطة و ينجو بطريقة ما و يتعايش مع كل التغيرات على مر الأزمان، 

و إذا كان مثبت علميا إنه العوامل البيئية و المناخ قادرين على تغيير الصخور و شكل التضاريس على مر العصور فما بالك بقدرة العوامل الخارجية و المؤثرات المحيطة على تغيير فكر الإنسان ؟! 

 

ممكن يتأثر المنطق الطبيعي و يخلق منطق و مفاهيم جديدة يتبناها هالشخص و يعتنقعها و ممكن فوق هيك ينحازلها و يتعصب لأجلها على إعتبار إنها صارت من مبادئه و قناعات لا تقبل التشكيك او النقد 

 و صار بشكل تدريجي يضيف على مخزون معتقداته أفكار جديدة بناء على عرقه ، ديموغرافيته و مذهبه الديني و هيك بتشكل عنده موروثه الثقافي. 

 

 

حتى لو خالفت هاي المعتقدات نظام الطبيعة المنطقي ليعتنق هالشخص نظام العرف السائد ،

 و يمكن إزدواجية الرجل الشرقي هي الدليل الحي على هاي الفكرة 

لكن عشان ما أظلم الشرقي تحديدا ، إنعدام العداله المجتمعية و النظرة للمراة على إعتبارها أقل شأن من الرجل

 ما أوجدها رجل شرقي  

) و جملة it is a mans world ) ما طلعت من مجتمع عربي

 حتى إنه جيمس براون غناها في ستينات القرن الماضي 

It's a Man's Man's Man's World" is a song by James Brown and Betty Jean Newsome. Brown recorded it on February 16, 1966 

هاي النظره موجودة في كل أنحاء العالم مع تفاوت درجاتها طبعا بتفاوت تحضر الدولة و مكان وجودها على خارطة تقدم العالم 

 

و ممكن يكون مجتمعنا تابع بالفكر لفكرة مهيمنه عليه أقوى منه إندست بمفاهيمه 

و كبرنا على إنها أفكارنا إحنا 

 

مش مهمة كل مطالبات المساواة بين الرجل و المراة لأنه بكل بساطة في كتير مواقف بهمني أتعامل فيها بعدل قبل المساواة 

ما في عدل بنظرة المجتمع،

 ما في عدل بالوصف،

 و لا في عدل بالحساب 

 

يعني بالمنطق مستحيل يكون من العدل إنه البنت لو حبت تدرس برا البلد هاي مش حلوة بحقها و بتجيبلها حكي بينما الشب عادي بضل إسمه زلمة 

 

لو بدها البنت تتأخر ممنوع بس الشب عادي بضل زلمة

 

حتى بالعلاقات الشب و لو تعددت علاقاته عادي و بالعكس هاي بتنحسب نقطة لصالحه و دليل فحوله و رجوله كمان 

دون جوان عصره ما بخلي شي بنفسه و لم يجي يتجوز أمه بتجوزه ع العموم ابشركم ما ضل فيه بسس مغمضة لكن مرته مجبورة تعيش الدور و لازم تتعايش مع ماضيه و و حاضره و كل عيوبه هي يا ويلها لو سمع عنها كلمه لأنه هو فريد عصره ،أخر حبه ، معذور شكله صدق امه لم كذبت عليه و حكتله الف بنت بتتمناك ! . 

 

حتى بيتبرر للرجل خيانته بجملة الخيانة بدمهم و إللي بتفاجأ منه إنه جزء كبير من النساء مقتنعات بهاد الحكي و متعايشات معه 

 

على إعتبار إنه ثلثين العيشة مسايرة ، مركب و بدها تمشي و ظل راجل ... و غيره من الجمل إللي صارت مسلمات

  . 

 

بس ياترى لو العكس صار هو رح يمرقلها و يفكر بطريقة تفكيرها؟

ممكن يكون فيه بس المشكلة إنه أول كلمة رح نحكي عنه

 مش زلمة،

 مرته حاكمته،

 و أرنب 

يعني بعدها الصورة النمطية متأصلة فينا  

 

و إتبنينا معتقدات كثيرة ما إلها أساس منطقي و فوق هاد صرنا إحنا البنات ننادي فيها.

 لازم نمشي بمسار مرسوم و بنهاجم أي بنت بتطلع عن هاد المسار. 

 فمن الظلم إنه نرمي حمل التقصير بالوصول لكامل حقوق المرأة على عاتق الرجل لوحده و الواقع إنه المراة جاهلة بحقوقها و إزا عرفتها بتستخدم ها  بشكل خاطئ و مش راحمة حالها و لا راحمة غيرها من النساء 

 و بتكون هي أول وحدة بتهاجم و بتتصيد قريناتها بس يصدر منهم أي تصرف مختلف عن المسار الطبيعي إللي ترسملنا ك بنات شرقيات. 

 

كل الحركات النسوية في العالم ما رح تقدر تعمللنا إشي يعني بإختصار 

 صعب إني أساعد المرأة و أوقف بصفها إزا هي ما كانت مساعده حالها 

 

بس في كتير بنات راضيات بواقعهم و متعايشات معه إذا هي ما بدها تغير هالواقع لا أنا و لا غيري رح نقدر نغيره يعني إزا صاحب الشأن راضي صعب أتحمل نتائج التغيير المفاجئ إللي رح أفرضه عليه و أدفع ثمن إني أطلعه من منطقة الراحة الخاصة فيه،

 في ناس ما بتحب ،التغير بتخاف تخاطر او تجازف راضيين بأساسيات الحياة و قنوعين هدول بالذات صعب تغيرهم. 

 

مابدي كل أنثى تهاجم شريكها لأنه أحيانا بننجبر نعدي و نشتري راحة بالنا بعيدا عن المثاليات و حكي الكتب و

النظريات النسوية لأنه في أغلب الأحيان المرأة نفسها بتعيش إزدواجية فكر و الجواب بكل بساطة في كتير

ضغوطات أسرية و 

مشاعر إنسانية أقوى منا و لا تحتمل التنظير . 

 

 كتير بسمع إتهامات للبنات إنهم بعانوا من إنفصام و مريضات نفسيا ، و الرد هو البنت العربية مش مفصومة و لا مريضة بكل بساطة هي نتيجة عمليات ذوبان تقاليد موروثة بضغط من إطار عصري بداخل نفق محدود الفكر مجبورة تعدي و تمر منه بأقل الخسائر و بأفضل النتائج إللي رح تنال عليها الثناء و الرضاء من المجتمع المحيط فيها 

فكيف بتتوقع منها تفكر ؟؟! 

 بحكوا إنه النفس البشرية معقدة و صعب تحكم عليها من ظاهرها فما بالك بس تنولد في مجتمع محافظ و بحاول يركب قطار التحضر ؟؟  

 

إحنا كعرب بشكل عام كلنا بنحاول نكون عصريين و نلبس أقنعة العصرية و الإنفتاح لكن بس توصل لعند كل شيء يخصنا بنبطل(كووول) و بنتباهى بفكرنا التقليدي و رجعيتنا ، 

و اي حد منفتح يعيش إنفتاحه بعيد عنا بنخاف ع إللي إلنا.  

 

بإختصار بنحترم حرية بعض طالما ما بتأثر علينا و على إللي بخصنا 

تعودنا على إزدواجيتنا و إستطعنا نتأقلم معها ، رغما عنا رضينا فيها و أحيانا بندافع عنها 

بإختصار قدر الإنسان بإختلاف فكره و موقعه يتقبل إنه الحياة لا أسود و لا أبيض و يتعايش بشيزوفيرينيا .

 

 

 

 

 

*****

بقلم نهى أبو علي 

 

وسائط متعددة ذات صلة