لن أتخلى عن حلمي
بعد أربعة آلاف طلب توظيف، قد تلقيت اتصالًا واحدًا...
الأنسة.... كيف حالكِ... أنتِ مدعوةٌ لمقابلة غدا الساعة ١١ في....
- نعم، نعم سوف أحضر بكل تأكيد.
إقترضت مالًا و ذهبت للمقابلة، كان هناك عشرين فتاة وشاباً، الفتيات يتمايزن في الجمال، جميعهن يضعن مساحيق التجميل، الإ أنا!! إحداهن كانت تلبس ملابس جميلة بنطالاُ و قميصا أبيضا، شعرها طويل جميل، الأرجح أنها استقيظت منذ الفجر لتصففه.... لا، لا لست أنتقد، فكلُن له الحرية بلباسه وأنا أيضا لي الحرية بحجابي.
ها ...جاء دوري.
-مرحبا كيف حالكم أنا ..
- أهلاً ..... انتظري دقيقة من فضلك ....
في هذه الدقيقة أحسست أني جالسة على باب من أبواب دور العبادة، أشحذ قوت يومي من جيوب النُساك والعابدين!! ، ويمر في بالي سريعاً ... أستاذ الجامعة الذي قام بتوبيخي لأني لم أدفع مصاريف الفصل " آه، كل فصل على هالمنوال، ليش ما بتدفعي بدري؟ ليش بتغلبيني بتسجيلك، فش مجال بالشعب!! " وتذكرت أني لم أنم نوما هانئا طوال خمس سنوات بسبب قلق الدراسة.
- قومي بالتعريف عن نفسك.......
"أنا... وقد أنهيتُ..... حاصلة على شهاداتٍ في... "
-هذه نسخةٌ من السيرة الذاتية الخاصة بي.
حيث ينظر الى للسيرة الذاتية..
أتساءل في نفسي ، هل يقرأها جيدا
- كيف تعتقدين أنك مناسبة للوظيفة؟؟
-أنا...
- أين ستجدين نفسك بعد خمس سنوات؟
مع نفسي أقول " شو هالسؤال " أجبت كما تعلمت في تدريب "كيف تحصل على وظيفة "هذا السؤال الخطير هه !!!!
- كم تتوقعين أن يكون راتبك.
- ٤٠٠ دينار
- " طيب هيك تمام، بنرجع بنتصل على حضرتك ..." قالها بنبرة سلبية ،بما يعني عدم موافقة مبدئية.
أنا بالطريق الى البيت، والشمس عامودية، والحافلة يمكن أن تعتبر حمامًا بخاريًا، الناس يحتشدون في الحافلة...
- " يا شب قوم وقعدلي الصبية بالله "
خالجني شعور أسوأ من فقد عزيز أو هجران حبيب، وبت أنظر الى مستقبلي على أنه غير منظورِ العواقب، أحسست في هذه اللحظة بالندم وبالحسرة على نفسي.
- لما قدمت نفسي و مؤهلاتي لهذه الوظيفة؟ أنا أعرف في نفسي أني " Over qualified "، بما كنت أفكر عندما أهنت نفسي بهذه الطريقة؟! الدموع سالت على جانبي وجهي لا إرادياً ،والسيدة التي تجلس بجانبي عطفت علي بمنديل لأمسحها.
- " ما في شي بيستاهل يا خالتي، لا تعيطي "
وتأتي الأفكار تباعا... سلسلة من الأفكار السوداوية، الواحدة تلو الأخرى، الأرجح أنه لولا إيماني الديني لما تخطيت هذه الافكار.
بالبسمة المعهودة تستقبلني أمي
- " ها كيف عملتي يا ماما!؟ "
- " منيح يا ماما "
ويال سخرية الموقف أمي تعرف " المنيح " خاصتي، إنتظرت الهاتف لأيام حتى نفذ الصبر، وكلي أمل بالقبول اتصلت على الشركة، ورد على الهاتف موظف الموارد البشرية..
- أهلا ما إسمك
- أنا...
- " بعتذر منك يا آنسة... "
كلام منمق ثم
- " ضلك قدمي آه "
- شكرا لك .
يا سادة، يا سادة لست أرى أنني غريبة الشكل أو قبيحة، لست أرى أن ملابسي غير مهندمة... أحتج أن حجابي حجب عني وصف الوظيفة!!! ليست لدي انتماءات... لا أحب الأحزاب، أوَ كلَّ الذنب إنني محجبة، آه أي ديوان مظالم أعرض به مسألتي؟؟؟
علَّ هذا ينجلي، علّها سحابةُ صيف عابرة، أرجوكم لا تنظروا لشكلي، أرجوكم قيموا أهليتي للوظيفة، لست " مودل " لست عارضة، ولكن رغم هذا، لن أكبو أو أتراجع، لن أتخلى عن حلمي مطلقا.
#الخطاب_البديل