المرأة أصل المدنية
منذ نشأة التاريخ كانت المرأة مركز المجتمع في عدة طبقات اجتماعية بداية من الأسرة و القبيلة مروراً بالتجمعات البشرية البدائية وكان ذلك مع بدايات عصر الزراعة إذ كانت المرأة سيدة البيت والحقل وكان دور الرجل يقتصر على الصيد إذ أنه وأعني الرجل تأخر في الوصول إلى العتبات الأولى من المدنية وظل على حاله إنسان غاب ، بينما في ذات المرحلة كانت المرأة قد وضعت أول الأسس للمدنية وكان ذلك من خلال دورها في رعاية حقلها والاهتمام بكل شؤون الأسرة من رعاية وحماية وغاب الرجل عن هذه المرحلة كونه لم يترك الصيد ،
ومن هنا بدأت المشكلة . عاد الرجل وبدأ ينازع المرأة في دورها الاجتماعي بعدما ترك مفهوم الصيد ولم يقتصر فقط على المنازعة بل وصل الأمر إلى الاقصاء التام وبقي الحال إلى أن وصلنا لمفهوم الدولة الحديث . لكن المؤكد لدينا وما يجعلنا نشعر بارتياح هو إيمان المرأة بدورها ونضالها المستمر لتحقيق ذاتها وتمكين نفسها في المجتمع بناءاً على مبدأ التشاركية مع الرجل وأنها لم تلعب يوماً دورا اقصائياً إيماناً منها بالحالة التكاملية التي تكون الحجر الأساس للنهوض بالمجتمع والشرارة الأولى نحو التقدم والرقي والتحضر .
ما يجدر الإشارة إليه الآن هو بعض الفرضيات أو التكهنات التي ينادي بها من هنا أو هناك أصحاب المقولات الرنانة بأن الدين الفلاني هو من كرم المرأة او على النقيض بأن الشريعة الفلانيه هي من سحقت المرأة او ربط مشكلة المرأة في ثقافة معينة , واجهت المرأة كل الصعاب في جميع الديانات والثقافات ولم تسلم من أي منها , ولا بد لنا أن نربط تحرر المرأة أن جاز لي التعبير بالحالة الإنسانية عامة كفكرة ثورية عامة بعيدا عن الدين والعادات التي تجعل من المرأة سلعة دعائية لرحمة هذا الدين او ذاك ,
إن ثورية المرأة ونضالها هو جزء لا يتجزء من حالة التحرر العامة التي نسمو إليها على كوكب الإنسان بل هي الخطوة الأولى نحو الوصول لحالة الحرية والسلام التي نتغنى بها نحن الرجال فلا سبيل لدينا نحو هدفنا إلا بتحقيق التشاركية المتبادلة مع "كلنا الاخر" في البيت والعمل ومعترك السياسة وكافة نطاقات الحياة ,
وأختم هنا بما قاله الشاعر الكبير نزار قباني في رثاء زوجته بلقيس وكأنه هنا يخاطب كل نساء اهل الارض فيقول : ستظل أجيال من الاطفال
تسأل عن ضفائرك الطويلة
وتظل أجيال من العشاق
تقرأ عنك ... أيتها المعلمة الاصيلة
انتهى
#الخطاب_البديل
فكرة المقالة من فيديو مسرحية العازفة هل مكان المرأة هو المطبخ؟