هذا المنشور تمت مشاركته في:

قصص قصيرة

29

أمواج المطيعة

أمواجْ المطيعة

أمْواج فَتَاةٌ عُمرُهَا اثنيْ عَشَرَ عامَاً ، وَهِيَ فَتَاةٌ تُحِبُ أنْ تُغَنِيْ فَصَوتُهَا جَمِيلْ ، وَكَانَتْ دَومَاً مَا تَسْتَمِعُ إلىْ الأناشِيدْ وَأغَاِنِيْ الأطفالْ ، وكانَ دَومَاً مَنْ يَسْمَعُ صَوتَهَا يُثْنِيْ عَلَيهْ وَيُشَجِعُهَا عَلَىْ أنْ تُمَرِنَ صَوتَهَا دَائِمَاً ؛ حَتَىْ يَكُونَ صَوتَاً جَمِيلاً أكثرْ وَقوِيَاً وَعَذْبَاً وَشَجِيَاً.

وَفِيْ أحَدِ الأيامْ ، كَانَتْ أمواجْ  عَائِدَةً مِنَ المَدْرَسَةْ ، فَوَجَدَتْ عَمَهَا حُسَينْ يَجْلِسُ فِيْ الحَدِيقةْ وَيَشْرَبُ الشايْ ، وكَانَ  يَعْزِفُ عَلَى ألةْ العُودْ التيْ يُحِبُها ، وَكَانَتْ أمْوَاجْ تَعْرِفُ ذلكْ ؛ لَكِنْ لِظُرُوفِ حُسينْ فِيْ العَمَلْ لَمْ تَسْتطعْ أمْوَاجْ أنْ تَجْلِسَ بِرِفْقَتهْ وَتَسْتَمِعَ إلىْ عَزْفهِ عَلَىْ ألَةِ العُودْ ، وَبِالمُقَابِلْ لَمْ يَسْتَطِعْ هو أن يَسْتَمِعَ إلى صَوتِها  الجميلْ جيداً.

وَصَلَتْ أمْوَاجْ إلىْ الحَقْلْ حَيثُ يَجلسْ عَمُهَا حُسَينْ ، فَرَحَبَ بِهَا حُسَينْ جَداً وَكَانَ سَعِيدَاً لِمَجيِئِهَا كمَا وَكانَتْ أمواجْ أيضاً سَعِيدةً بِوُجودِ حُسينْ فِيْ الحَدِيقَةْ حَيثُ أنَهَا تَسْتَطِيعُ الجُلُوسَ معهْ ، وَعِنْدَمَا تَبَادَلا الحَدِيثْ ، قَالَتْ أمواجْ لِعَمِهَا حُسينْ :-

 عَمِيْ أريدْ أنْ أستَمِعَ إلىْ عَزْفِكْ ، فَقَالَ لَهَا :-

وأنَا أريدُ أنْ أسْتَمِعَ إلىْ صَوتِكْ ، إذنْ سَوفَ أقومُ أَنَا بِالعَزْفْ وَبِالمُقَابِلْ أَنْتِ سَتَقُومِينَ بِالغِنَاءْ.

بَدَءَ حُسينْ بِالعزفْ ، وَعِنْدَمَا انْتَهَى مِنْ عَزفِ إحْدَىْ المَقْطُوعَاتِ المَوسِيقيَةْ قَامَتْ أَمْوَاجْ بِالتَصفِيقِ بِحَرَارَةٍ لَهُ ، وَهِيَ مُعجَبَةٌ بِعَزْفِهِ الجَمِيلْ عَلَىْ ألةِ العُودْ ، وَطَلَبَتْ أَنْ تُمْسِكَها وَأنْ تَعْزِفْ عليْهَا ، فَقَالَ لَهَا يَجِبُ أَنْ تَكُونِيْ قَدْ تَدَرَبْتِ عَلىْ العَزفِ عَلَىْ هَذِهِ الالَهْ مسبقاً ؛ حَتَىْ تَسْتَطِيعينَ استِخْدَامَهَا وَالعَزفَ عَلَيْهَا الأنْ ، لَكِنْ رَغْمَ ذلِكْ سَوفَ أجْعَلُكِ تُمْسِكِينَهَا ؛  لَكِنْ امْسِكِيهَا بِرَوِيَهْ .

بَعْدَ أَنْ أَرْجَعَتْ أَمْوَاجْ ألَةِ العُودِ المُوسِيقِيَةْ لِحُسَينْ عمِها ، قالَ لَهَا :-

 الأنْ اسْتَمَعتِ لِعَزفِي  ، الأنْ حَانَ دَورِيْ لِأَستَمِعَ إلىْ صَوتِكْ ، فَقَالَتْ لَهُ :-

 لَكَ ذَلِكْ يَا عَمِيْ وَبَدَأَتْ بِالغِنَاءْ وَغَنَتْ أُغْنِيَةً جَمِيلَةْ  ، أُعْجِبَ حُسينْ بِصوتِها وَصَفَقَ لَهَا وَقَالَ :-

 لَهَا صَوتُكِ جَمِيلٌ ورائِعْ ، وَلَدَيكِ إِحْسَاسٌ قَوِيْ  يَجِبُ عَلَيكِ أَنْ تَقُومِيْ بِتَنْمِيَةِ مَوْهِبَتِكْ .

نَظَرَتْ أَمْوَاجْ إلىْ حُسينْ وَقَالَتْ :-

 عِنْدِيْ فِكْرَةٌ نَسْتَطِيعُ مِنْ خِلَالِهَا أنَا وَأَنْتَ أَنْ نُنَمِيْ مَوهِبَتَنَا الفَنِيَةْ أَنْتَ مِن خِلَالِ عَزْفِكَ وَمُوسِيقَاكْ وَأَنَا مِنْ خِلَالِ غِنَائِيْ ، نَظَرَ حُسَينْ إلَيْهَا وَقَالَ :-

أيُ فِكْرَةٍ تِلْكْ ، فَقَالَتْ :-

 أنتَ تَعْزِفُ عَلَىْ ألةِ العُودْ وَأنَا أُغَنِيْ هَلْ هَذَا صحِيحْ ، قَالَ :-

نَعَمْ ،

قَالَتْ :-

 أَنْتَ تَسْتَطِيعُ إِذَنْ أَنْ تَصْنَعَ لَحْناً مُوسِيقياً ، قَالَ :-

نَعَمْ واستَطيعُ كِتَابَةَ كَلِمَاتٍ شِعريَهْ غِنَائِيةْ ، نَظَرَتْ أَمواجْ إلىْ عَمِهَا فَرِحةً وَقَالَتْ :-

 هَذا هُو المَطْلُوبْ كِتَابَةُ الكَلِمَاتْ وَتأليفُ لَحنٍ غِنَائَيْ ، قَالَ لها :-

 لَقَدْ فَهِمَتُ أنا أَصْنَعُ اللَحنَ وَأَكْتُبُ الكَلِمَاتْ وَأنْتِ تَقُومينَ بِغِنَائِهَا ، قَالَتْ :-

نَعَمْ هَذِهِ هِيَ الفِكْرَةْ.

نَظَرَ حُسيْن إلىْ أَمْوَاجْ وَقَالْ :-

 إنَكِ فَتَاةٌ ذَكِيَةٌ وَهَذِهِ فِكْرَةٌ رَائِعَة إذَنْ عَلَيَ أَنْ أَبْدَأ بِكِتَابَةِ الكَلِمَاتِ وَصِنَاعَةِ اللَحْنْ ، وَبَعْدَ أَنْ أنْتَهِيْ مِنْ ذَلِكْ سَوفَ أُخْبِرُكِ حَتىْ تَقومِينَ بِحِفْظِ الكَلِمَاتْ والاسْتِمَاعِ إلىْ اللحنْ وَالتَدَرُبِ عليهِما ، قَالَتْ أَمواجْ :-

 سَوفَ نَقُومُ بِعَمَلِ شيءٍ رَائِعْ وَجَميلْ ، قَال حُسَينْ :-

 إِنْ شَاءَ الله .

بَدَأَ حُسينْ بِكِتَابَةِ الكَلماتِ وَالقيامَ بِعَمَلِ لَحْنٍ موسيقيْ ؛ لِتَقُومَ أَمْواجْ بِغِنَاءِ الكَلِمَاتِ عَلَىْ اللحنِ الذيْ أعدَهُ ، وبَعْدَ أَنْ أنْهَىْ حُسينْ كِتَابَةَ الكَلِمَاتِ التي سَتُغَنيهَا أمْوَاجْ وَصِنَاعَةِ اللَحْنِ ، أخْبَرَ أَمْواجْ بِذَلكْ ، وَأعْطَاهَا الكَلِمَاتْ لِتَقُومَ بِحِفْظِهَا ؛ حَتَىْ يَتَسَنَىْ لَهَا الغِنَاءَ  بِسُهُولَةْ وَبِدُونِ مُعَانَاةْ ، فَرِحَتْ أمْوَاجْ كَثِيَرَاً وَظَهَرَتْ عَلَىْ وَجْهِهَا السعَادةْ ، وَأَخَذَتْ الكَلِمَاتِ المَطْبُوعَةِ عَلىْ طَبَقٍ مِنَ الوَرَقْ وَبَدَأَتْ بِحِفْظِهَا .

وبَعْد مُرُورِ ثَلَاثَةِ أيامْ ، قَامتْ أمْوَاجْ بِحِفْظِ الكَلِمَاتْ وَأرَادَتْ أنْ تَلْتَقِيْ بِعَمِهَا حُسَينْ لِكَيْ تُخْبِرَهُ بِذَلِكْ ، وَذَهَبَتْ إليهِ وَقَامَتْ بِإِخْبَارِهِ ، فَرِحَ حُسينْ وَقَالْ أنَا كَتَبْتُ الكَلِمَاتْ وَأنْتِ حَفِظْتِيهَا ، وَاليومْ أنَا قَدْ انْتَهَيتُ مِنْ صِنَاعَةِ اللَحنِ المُوسيقيْ وَيَحْتَاجُ إلىْ بَعْضِ التَعْدِيلات ، لَكِنْ الأنْ سَوفَ نَذهبْ وَنَجْلِسْ فِيْ الحَدِيقَةْ ؛ وَنَبْدَأ التَجْرُبَةْ الأُولىْ ، أنَا أعْزِفْ اللَحنْ ، وَأنْتِ تُغَنِينَ الكَلِمَاتْ ، قَالتْ أَمْوَاجْ هَيَ يَا عَمِيْ لِنَقُومَ بِالتَدَرُبِ عَلَىْ العَزْفِ وَالغِنَاءْ ؛ بِلَحنٍ وَكَلِمَاتٍ  جَدِيدَينْ بِعَزفِكَ وَغِنَائِيْ ، قَالَ حُسَينْ هَيَا بِنَا لِنَبْدَأ.

بَدَأَ حُسَينْ وَأمْوَاجْ يَتَدَرَبُونَ عَلَىْ الأُغْنِيَة ؛ التَيْ تَمَتْ كِتَابَةُ كَلِمَاتُهَا وتَأليفُ لَحْنِهَا مِنْ قِبَل حُسَينْ ؛ وَسَتَقُومُ أَمْوَاجْ بِغِنَائِهَا بِصَوتِهَا الجَميلْ ، وَمَرَتْ ثَلَاثةُ أَيَامٍ أُخْرَىْ ؛ حَتَىْ استَطَاعَا التَمَكُنَ مِنْهَا ، وَإتْقَانِ عَزْفِهَا وَغِنَائِهَا ، وَهَكَذَا اسْتَطَاعَا عَمَلَ أُغْنِيَةٍ جَمِيلَةْ حَيْثُ نَظَمَتْ المَدْرَسَةْ التَيْ تَدْرُسُ بِهَا أمْوَاجْ ؛ حَفْلاً ،  وَقَدَمَ حُسَينْ وَأمْوَاجْ الأغْنِيَةْ أمَامَ الطُلَابْ وَقَامَتْ إِذَاعَاتٌ مَحَلِيَةْ باسْتِضافَتِهِمَا فِيْ إِحْدَىْ البَرَامِجْ بَعْدَهَا ، وَلَمْ يَمْضِيْ وَقْتُ طَويلْ حَتَىْ قَامَتْ إِحْدَىْ شَرِكَاتِ الإنْتَاجِ ؛ بِإِنْتَاجِ الأُغْنِيَةِ لَهُمْ وَاسْتَضَافَتْهُمَا الكَثِيرُ مِنْ شَاشَاتِ التِلْفَازْ ؛ فِيْ إِحْدَىْ البَرَامِجْ ؛ لِيَقُومُوا بِأَدَاءِ أُغْنِيَتِهِمَا الجَمِيلَةْ .

الاستِنْتَاجْ :

يَجِبُ عَلَينَا أَنْ نُشَارِكَ مَوَاهِبَنَا وَإبْدَاعَاتِنَا مَعْ بَعْضِنَا البَعضْ حَتَىْ نَكُونَ أَقْوَىْ ، وَأَنْ نَسْتَغِلَ طَاقَاتِنَا الإِبْدَاعِيَةْ فِيْ عَمَلِ الأَعْمَالِ الجَمِيلَةْ والقَيِمَةْ .

وسائط متعددة ذات صلة

لا يوجد حاليا محتويات.