134

ماذا لو؟

ماذا لو؟

ماذا لو غدا العالم أكثر تسامحاً، ماذا لو أصبحنا على المحبة وأمسينا على الودّ، لماذا نلهث وراء الحقد والكراهيّة، ونبذر الفتنة والشحناء، ثم يمضي العمر بنا ونحن في غفلة فتنفد السعادة وتشيخ أجمل اللحظات ويذهب ربيعها سُدىً، ما الذي سنجنيه غير الندم والحسرة، ماذا لو تمسّكنا بوصية نبينا العظيم محمد -صلى الله عليه وسلم-: " لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا تقاطعوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا".

وللأسف الشديد لم نأخذ بوصيته وأصبحنا نجاهر بالعداء والهمز واللمز عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واتخذنا منها وسيلة لنشر البغضاء والرعب والعنف، فأين نحن من قوله تعالى : ((ويلٌ لكلّ هُمزةٍ لُمَزَةٍ))، لنعد إلى عمارة الكون بالمحبة والألفة، لنعد إلى الغاية الأسمى التي وجدنا من أجلها، لنعد إلى إنسانيتنا المأخوذة من الأُنس والرحمة، وليكن التسامح والرفق والحنان الرابط الذي يجمعنا ويوحّدنا، فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نُزِعَ من شيءٍ إلا شانه.

 

فماذا لو نطلق أيدينا نحو الود؟

 ستعيش جميع شعوب الأرض بشائر سعد ... سيكون الآتي للأجيال حدائق ورد

 

لقد صدق جواهر لال نهرو عندما قال: النفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح لأن التسامح ليس إنكساراً فهو يحتاج إلى قوة أكبر من الانتقام.

 

تمام سليمان الحياري

 

 

وسائط متعددة ذات صلة