أليست نفساً
في معترك العيش .. لحظة شرود !
نظراً لتنوع ظروف الحياة وأختلاف أطيافها لا يستطيع الإنسان حصّر تلك المنظومة الممتدة من سنين العيش تحت عنوان محدد ، انها سنة الاختلاف والتفاوت .
اي مجتمع قابع في الركن الهادئ من الجمود .. أي إنجاز أعظم فيه من نشر الوعي وثقافة الاختلاف والوسطية والاعتدال وتقبل الفكرة والإبداع ؟!
كم سيكون الجانب المشرق من العالم في هذا المجتمع رائعاً بمبادئه ، واختلاف وتميز افراده و اختلاف العقول وبصمات الاصابع .. والتسامح وقبول الاخر في هذا المجتمع احد اهم الركائز الاساسية في وحدة وتماسك المجتمع ، حيث تسود فيه المحبة والمودة والثقة بين افراده ، مما يسهم في تطور المجتمع والنهوض به بجميع اطيافه . و يكون الجميع فيه مسانداً للحق .
وهذا ما تحث عليه جملة "أليست نفساً" قالها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عند تساؤل الصحابة عن وقوفه عند مرور جنازة اليهودي .
نحن مختلفين ومتفاوتين وهذه سنة خلقية ، لنكمل بعض ، الكون فسيح ولكل عمله بحسب قدراته التي خلقت له .
والانسان المتسامح كريم النفس ، و إيجابي يتقبل الرأي الاخر ، مستخدماً عقله و المنطق في مجالات الحياة .
كل إنسان على هذه الارض يتفرد بصفة تميزه عن غيره من الآخرين ، صفة إذا أحسن إستخدامها بصورة عقلانية ومنطقية من شأنها أن تغير حياته للأفضل ، حيث ينعكس هذا التغيير الايجابي على مجتمعه .
كلنا بطبيعتنا البشرية نحتاج إلى الإحترام والتقدير والحصول على الثناء من المجتمع والبيئة المحيطة بنا بشكل فطري وبصورة عفوية ، تلك صفات أودعها الله فينا وزينها بالعقل حيث أن العقل زينة .
لذا وجب علينا ان نحترم هذا الاختلاف فينا وتقبله بجميع اشكاله ان كان العرق او الدين او اللون .
كما يسهم التسامح و قبول الاخر الى حل الكثير من الخلافات ، حيث يوطد علاقات الفراد بعضهم ببعض
و نشر الاستقرار والامن بين افراد المجتمع ، وحفظ حقوق الاخرين والعدل والحرية . والسمو بالنفس البشرية الى مرتبة اخلاقية عالية والرغبة في رؤية المزايا الحسنة لدى الاخرين ، وهو الشعور بالرحمة والعطف .
رسالتي الاخير لك عزيزي القارئ : تسامح مع نفسك ، وتقبلها كما خلقها الله الذي " خلقك فسواك فعدلك " .
ستشعر حينها بالاستقرار النفسي الذي ينبت حباً للغير و ذو سيرة حسنة ، ستجد نفسك تبغض كل مرض نفسي يحول بينك وبين التسامح مع الاخرين ، كالكره و الحقد والكبر .
#الخطاب_البديل