67

تقبل الآخر نهجُ حياة

تقبل الآخر نهجُ حياة 

لا أنكر وجود اختلافات في كل يومٍ يمضي علينا ، هُناك الصواب والخطأ ، هُناك المتعصب والمُتقبل للآخر ، نحنُ في الواحد والعشرين وما زال هُناك أشخاص يعتقدون أن التعصب غاية لا يمكن التخلي عنها ، فقد أصبحت من المواريث عبر العصور أن عدم تقبل الآخر ورأيه أمرٌ مسفه وأن كل من يخالف ذلك الموضوع مقدم على معصية عظيمة يستحقُ فاعلها العقاب الشديد ، رُغم كل العلوم والثقافة الواسعة والتقدم الذي طرأ علينا وما زلنا تحت الصفر أو بالأحرى تحت طائلة عدم استخدام العقل في اتخاذ الصواب وكأن الموضوع يقع تحت عاتق العادات ، نواجه العديد من الأشخاص ونتحوار معهم في شتى الأمور ونتبادل الآراء ونصغي للجميع بكل تمعنٍ ، على كلا الطرفين أن يتقبل الآخر دون شقاق لعل التقبل يكون سلساً ، نحن نعلم أن المتعصب لا يقبل مخالفة رأيه ولا يتسع صدره للمحاورة ولا للنقاش وهذا ما يقتل عنده روح الإبداع والحُب ؛ لأنه فريسة للتقليد الأعمى ، فالباحث عن الحق والصواب يتقبله من أيٍّ كان ولا يتعصب لشيء ، ورغم كل ذلك علينا معرفة أن الإختلاف لا يفسد للود قضية بل يزيد من أواصر المحبة ويزيد من همة المجتمع ولا يضعف أبداً ؛ لأن هذه الحياة تحتاج إلى تعاون كبير بين أطرافها مهما كانت ديانتهم أو معتقداتهم أو أصولهم ، فالشخص الصائب يقبل مهما كان الأمر ؛ لأننا واحد ولا فضلٍ لأحد على أحد ، فعلى كل جهة في المجتمع عقد مؤتمرات وفعاليات تدريبة حول موضوع تقبل الآخر ونشر حملات توعوية حول الموضوع ؛ لأن المجتمع القوى يحتاج إلى تعميق مفاهيم قوية ترسخُ في العقول ، تبقى صالحة دوماً ؛ لأن العلم يتطور والمفاهيم تبنى وتكبر والأجيال تتوارى ومع كل جيل فكرة جديدة سوف يطرحها على العالم أجمع ويغير من محتوى الفكر المحدود واللامنطقي فعلينا التغيير من أجل حياة أفضل .

 

تقبل الآخر نهجُ حياة ، والروح تطلب السير على النهج الصحيح ، هيا بنا نسير معاً على نفس الطريق ، فالحياة أمامنا والصواب متاحٌ للجميع .

   سيرين سرور 

#الخطاب_البديل

وسائط متعددة ذات صلة