الاختلاف يصنع الشمول
النجاح ليس متعلقا بالدراسة الجامعية، فرُبّ ناجح في الحياة لا شهادة له، ورب ذي شهادةٍ ممتاز غيرُ ناجح في الحياة
والناس يتباينون في القدرات ويختلفون في المواهب، ولولا اختلافهم في ذلك ما كانت صناعةٌ ولا زراعةٌ ولا علم ولا تدريس ... فقد تجد شخصاً قويّ الجسد نشيطاً يكاد يتفجّر حيويةً وصحةً؛ لكنّه لا يصلح للدراسة البتّة ... فليت شعري لم يُجبر هذا على الدراسة وهو لم يخلق لها، وفي الحديث «كلّكم ميسّر لما خلق له» وهذا الشخص إذا لم يدرس في الجامعة نظر الناس إليه شزراً باحتقار، وحسبوه فاشلاً وما هو -لَعمْر الحق- بالفاشل، ولكنّه يصلح لأشياء أخرى لا يعرفونها، فيجب على هذا الشخص أن ينظر فيما يصلح له وأن يذرو كلام الناس في الهواء كما تذرو الريح حبات الرمل، أما المثبطون فلا يخلو منهم زمان، وهم قوم فشلوا فأرادوا أن يفشل الناس مثلهم، ولا ينبغي للشخص أن يستمع اليهم أو يباليهم.
وإنّ فيكم أصحاب عقل وتجارب، عندهم أفكار مبدعة تشفّ عن ذكاء متوقّد وتبصّر للأمور، أفكار يعجز عن مثلها كبار المفكّرين وأصحاب التخصصات، فهم يحتاجون إلى جرأة ومباشرة للتنفيذ قبل أن تطوي أفكارَهم الحياةُ بهمومها ومشاغلها.
واعلموا أن أصل الشجرة الباسقة الفروع ذات الأفانين الكثيرة والغصون المتدليّة والثمار الدانية = أصلها بذرة صغيرة، والبناء السامق أصله لبِنات جُمعت فوُضعت.
وأخيرا أقول : إن علينا الامتثال لـ #الخطاب_البديل الذي يقول: لا يحقرنّ امرؤ نفسه
وتزعمُ أنك جِرمٌ صغير = وفيك انطوى العالَمُ الأكبرُ
(جِرم = جسم)