183

مقالة: لا تسرق حلمي...

كنت طفلاً سعيداً مُبحِراً في سعادة الأيام رافعاً شراع الأحلام وناظراً نحو النجوم، كنت كذلك وبقيت لفتراتٍ طويلةٍ أبحث عن وسيلةٍ توصلني لحلمي و تدفعني نحو الفضاء.

 

بيومٍ ما رجعت إلى منزلي ولقمرة قيادتي بغرفتي، لأجدها مدمرةً بغير ترتيبي لها، وجدتها غريبةً علي ولم أجد خطة رحلتي نحو حلمي، كل شيء اختفى ورحل، ما زاد حزني أكثر و ضربني بسكين حججه بقوة هو أن الذي دمر قمرة مركبتي الحالمة هو أهلي بحجة أنني لست واقعياً، وأُفسد ترتيب الغرفة كما يدعون.

 

شعرت بحرارةٍ تكسو جسدي كأنها ثوبٌ شتوي سميك والمشكلة أننا بفصل الصيف، نزلت دمعتي بتلقائية ومعها تدحرجت  طموحاتي وأحلامي حتى خسرتها من بالي و أصبحت أنام وأنا أرتجف...

 

ومرت الأيام وكبرت دون أي أحلام ولا أي وجهة لأخترق سماءها وأمشي في طريقها ولم أعد أي أشعر بالحياة، لا رغبة لي بعمل أي شيء، صرت واقعياً متزمتاً هدفه أن يأكل ويشرب فقط، خسرت قضيتي في محكمة اللحظات وخسرت نفسي في مواجهة  المشاكل والسبب في ذلك تافه   وهو عدم تقدير أهلي لما كنت  أريده، عدم تقبلهم لأفكاري وأحلامي، كانت حججهم الواهية نتاج لما أنا عليه اليوم، لست أكرههم رغم ذلك ولكنني حزين من داخلي لأنهم سرقوا حلمي...

 

لم أعد أرى تلك النجوم ولم الأحظ حتى السماء بعدها، ضعت وسط  أهلي، نزلت دمعتي عندهم، ولم يعد يهم أي شيء بعدما كبرت...

 

لربما هذا السيناريو يُعبر عن حال الكثيريين الذين فقدوا حبهم للحياة والسبب في ذلك أنهم لم يجدوا التحفيز الكافي ممن حولهم حتى فقدوا شعلة تحفيزهم الداخلي نحو الاشياء التي كانوا يحلموا بها بيوم من الأيام...

 

الأحلام هي مرآة الواقع للحاضر والمستقبل، تبدأ ببذرةٍ نبذرها بأي أرض وما سيختلف بعد ذلك هو مدى اهتمامنا بتلك البذرة وهل وجدت من يساعدها على النمو؟، تكبر تلك البذرة لتصير ذلك الإنسان المقبل على الحياة والشاعر الملهم الذي يريد تغيير هذا العالم...

 

أو بالمقابل تموت تلك البذرة بسبب سوء الفهم وحتى عدم  تقبل ذلك الحلم لتعيش ربما تلك البذرة على شفى الحياة تنتظر أمطار الشتاء لتَبُلَّ ريقها فقط...

 

لا تسرق حلمي مهما حصل، ولا تكن عوناً لسارق الأحلام مهما كان قريباً منك، فرُبَّ كلمة أحيت أمة وبعثت الأمل في قلب طفلٍ يريد تحقيق حلمه ليكبر ويصير أكثر حباً وسعادة، وربَّ كلمة أذابت قلباً وجعلته حزيناً حاقداً على كل من حوله...

 

لا تسرق حلمي،ولا تطفىء شعلة طموحاتي...

 

الأحلام هي من جعلتنا نصِلُ القمر ونكتشف النجوم، وهي ذاتها من جعلت في الارض ذلك النور...

فلو أن أم أديسون ذلك العالم المشهور تقبلت كلمات المدرس وقتها الذي كان ينعت أبنها بالغباء لما كبر ذلك الفتى وأنار العالم بمصباحه الكهربائي، لقد احتضنت ابنها وكانت هي الماء لبذرته حتى كبر وحقق احلامه وغير العالم...

 

لا تسرق حلمي،أعُيدها وأزيد...

إذا لم تجد ما تعينني عليه فاصمت وبذلك تفيدني أكثر،سأعتبرك مستمعاً كريماً وحسب...

 

#الخطاب_البديل

 

وسائط متعددة ذات صلة