كما يحلُمُ المتعبون
أحلامنا هي الدافعُ الجميل الذي يجعلنا ننهضُ من الفراش كلّ يوم، أحلامنا هي جزءٌ من حقيقة بقائنا على قيد الوجود، على قيد الإنسانية، فأنا أحلُم إذاً أنا إنسان.
احلم، احلم كثيراً فأنت غداً حيثما يقودك حلمك، يجرّكَ من كلتا يديكَ وقدميكَ ورأسُك إلى حيثُ ترى نفسك في الزمن الذي لم يأتي بعد!
احلم ولو كنتَ متعباً، احلم ولو كنتَ تتهالك وتتساقطُ كالورق، فالحُلمُ سيشدُّكَ دائماً لأعلى، دائماً لتنهض من جديد.. احلم كما يحلُمُ المُتعبون، هل فكرتَ يوماً كيفَ يحلُم المُتعَب, أو ما حجم حلم المُتعَب؟! هل تساءلتَ يوماً عن حجم حلم الجائع أو رغبة المسجون بالحريّة أو المريض بالشفاء؟
يا الله ما أكبر حُلمَ المقهورين!
يا الله ما أعظم حلم المحزونين!
يا الله ما أعظم هذا الحلم.. وما أكبر كرة دموع الشوق المتلألئة بضوء الشمس والغريب بالأمر أنها تضيء وحدها أيضاً تحت الأغطية وفوق الوسادات!
أحلامُ هؤلاء روحانيةٌ جداً لأنها علّقة آمالها بالله فلا تنفكُّ أبداً..
أحلامُ هؤلاء تفوق الرخاء، معلّقة بالأمل كأنهُ أكسجينُ الحياة!
احلم كما المتعبون.