التسامح كفضيلة
للتسامح أوجه متعددة. التسامح مع النفس ومع الآخرين. فهو يبدأ من الداخل ومع أنفسنا أولاً، ولن نقدر على مسامحة الآخرين إن لم نسامح أنفسنا. فالتسامح هو غسيل للقلب من كل تلوث أصاب عقولنا وقلوبنا، عندها تتحول قلوبنا إلى نقاء وتصبح بيضاء جلية كالثلج.
لكل واحد منا قصة بداخله وآلام يكاد يخفيها وجروح لا تنتهي يظن أنها ستبقى للأبد. لكن مع مسامحة أنفسنا وتقبّل كل شيء مر بحياتنا من آلام عندها فقط نتمكن من العيش حياة طبيعية ومبهجة.
فضيلة التسامح تتمثل في كوننا إنسان والروح تناشدنا لأن نكون متسامحين، لأن ذلك سيجعلنا نرتقي ونسمو ونفوز في حياتنا ونعيش حياة ملؤها السعادة ونقدر أن نحقق المستحيل.
وعندما نسامح أنفسنا والآخرين نكون شمعة تضئ ما حولها وتُشع نوراً في خضم الظلام.
كل صدمة عاطفية تجعلنا عالقين في أزمة، ولا حل لذلك سوى اقتلاع تلك الصدمة من جذورها بتقبلها والتسامح معها لتذهب بعيداً كرماد يُنفث في الأعالي.
لنعتذر من ذواتنا عما بدر منها من تصرفات طائشة، وعلى كل ذكرى سيئة مرت في حياتنا، ونرجو منها السماح ونتقبلها ونحبها بكل صدر رحب ونشكرها على أنها مرت بحياتنا، فهي رسالة كونية لنكون بأفضل حال، ومن ثم ندعها ترحل بسلام.
وينطبق الأمر نفسه على الأشخاص. فكل موقف حصل معنا في الماضي مع أحدهم لم يعجبنا وصار تماس بيننا وبينه واحتد الجدال معه، وسواء كنا نحن الطرف المخطئ أم لا، الحل الجذري حتى نعيش بسلام وحب هو الاعتذار من أنفسنا أو من ذلك الشخص؛ فالاعتذار قوة وكلمة آسف لها مفعول السحر، ومن ثم نطلب السماح ونقول له في عقلنا أنا أحبك لأنك إنسان وشكراً لك ولهذا الموقف الذي علمني الكثير. ولنا عندها خياران: نبقي هذا الشخص في حياتنا ونعيد التواصل معه بكل حب، أو ندعه يرحل بسلام وهدوء.
بالتسامح نكون قوة واحدة تتحدى الكره والعنصرية، لأن كل إنسان متصل مع الآخر؛ فنحن مثل النجوم، كل نجمة متفردة بذاتها، لكنها متصلة ببعضها البعض وبالكون بأسره.
فليكن شعارنا التسامح ولننشر هذا المبدأ في كل مكان!
#الخطاب_البديل