132

مقال بعنوان ( قناع مزدوج)

مقال بعنوان  

 (قناع مزدوج)  

بقلم : نهى أبو علي 

 

**************

 

بحكوا إنه سبب التطور الفكري البطيء للعالم هو إنه كل حد بنولد و طوق العبودية على رقبته فبكبر هالشخص و هو عم بصارع كل المعتقدات الظالمة و اللامنطقية إللي بفرضها عليه عصره. 

ويمكن مجتمعاتنا الشرقية أكبر مثال على هاي المقولة إحنا خاضعين لمنظومة أسرية من أول ما بننولد لأول ١٨ سنة إحنا نتيجة قراراتها و بيئتها  و بعد ال ١٨ بنصير نتيجة صراعاتنا مع هاي القرارات و نفس هاي البيئة إللي لاقينا حالنا فيها وإنك تخالفها بالرأي او وجهات النظر هاي بحد ذاتها جريمة يعني بالزبط إزا غردت خارج السرب لازم تتجرم 

 

                    قبل ما نحكي عن تقبل الآخر بالصورة الأكبر و القضايا العامة في عائلات ما بتتقبل إنه ابنها  او  بنتها يمارس حرية خياراته البسيطة 

إللي ممكن ما تأذي حد بس ضررها الوحيد إنها مختلفة عنهم و عن إللي بتوافق عليه بيئتهم  

 

يعني ما بكفي إنه إحنا كشباب بنواجه كل يوم تحديات و ضغوطات لنحقق طموحاتنا و نثبت وجودنا و ل نعيش الحياة إللي بنحلم فيها إللي في الأغلب واقعنا هو أقل من ١% من هاي الأحلام بنوصل لمرحلة بننضج و بنرضى بالواقع بس المشكلة إنه حتى ال ١% هاي ما بتقدر تعيشها بسلام بس لمجرد إنك ما بتمارس حياتك متل إللي حواليك و نفرضت أفكارهم عليك 

فبتعيش ب دوامة فلان حكى و علان بحكي عنك 

فهون إنت بكون واجب عليك ترضي مش بس أبوك و أمك و تبررلهم تصرفاتك 

لا ابدا بدك تقنع عمك و خالك و مرت ابن خال ابوك و تاخد الرضا من سابع جار 

عن كل التصرفات و السلوكيات إللي بتمارسها و حتى مظهرك العام. 

بس احكي المشكلة مو هون المشكلة إنه زي ما الناس بتختلف بأطباعها فأكيد بدها تختلف بطريقة تفكيرها 

و خلفيتها الثقافية بالنتيجة رح تختلف طريقة حكمهم ع الأمور

   

بس كيف بدك تتوصل للطريقة إللي ترضي فيها الجميع و ترضي طموحك 

الطريقة سهلة إمشي مع كل شي بتوافق عليه الأغلبيه 

حتى لو بتخالف أفكارك و توجهاتك.. 

صعبة !! فما بالك بس تكون بنت بمجتمع بستناها عالنقرة و بطلعلها إنها عورة و ناقصة عقل و دين ؟!! 

سيناريو حياتها بكون.. 

ليش مروحة متأخر؟ مين هاد إللي روحك؟ و إلخ إلخ 

 

المعاناة هون بتكون الضعف بتلاقي العالم إلهم الحق يدخلوا ب أتفه حقوقك

شو تخصصك الجامعي و شو لازم تشتغلي و كيف لازم تلبسي 

حتى شو لون شعرك لازم يكون 

!!! 

يمكن إحنا نولدنا بمجتمع تعود على تصنيف الأمور و الحكم عليها بمعادلات ثابته لا تقبل الطعن بنتائجها مثال بنت بترجع متأخر عالبيت يساوي إنها أبصر وين كاينه طيب يمكن ممرضه .. 

بنت ما بتلبس متل لبسنا يساوي بنت فلتانه طيب يمكن هي هيك متعودة و هيك هي بتحب 

بنت بتحط صورها ع السوشال ميديا يساوي وحدة رخيصة طيب يمكن طبيعة عملها بتطلب منها تكون رسمية أكثر على مواقع التواصل الإجتماعي و ما بتتحمل وظيفتها تحط صورة ورده او دبدوب!! 

، لم توصل لقناعة إنه ظروفنا مختلفة طرق تفكيرنا مختلفة ، إختيارتنا بالحياة  مختلفة

بتتقبل الآخر او عالأقل بتحترمه طالما ما عم يضرك بحريته لم نتقبل الحريات و الإختلافات الشخصية بنفس البيت و تحت نفس السقف 

و نتعياش معها 

بتكبر هاي الدائرة لنحترم الإختلافات الجماعية و نتقبلها لأنه الحياة عبارة عن تعايش يعني إزا إنت ما بتشبهني هاد ما بيعطيني الحق إني أهاجمك

 

بس المشكلة إنه أغلب إللي حوالينا مش فاهمين هاي النقطة و لأنه كل شي ما بفهموا الإنسان بالطبيعة بميل ل محاربته و التهجم عليه فإنت بدل ما تدخل بنقاشات عقيمة و صراعات جدلية ما رح توصلك لنتيجة 

بتفضل إنك تعيش حياتك بطريقة مزدوجة يعني قدامهم إنت معهم و بتشبهم و بتوفر ع حالك وجعة الرأس و بتختار ل إلك دائرة معينة من أشخاص بتشابهوا معك بالفكر و الثقافة و بتعيش معهم حياتك و توجهاتك بالطريقة إللي بتناسبك 

يعني معايير مزدوجة بس لمجرد إنه مجتمعك المحيط و إللي مو قادر تغيره غيرك 

فصار لازم تلبس قناع مزدوج و تساير و تمشي مع القطيع 

بس يا ترى كم واحد فينا لبس هالقناع المزدوج خوفا من إنه يتهاجم بسبب مخالفة آرائه لآراء المجتمع المحيط فيه.؟؟؟ 

 

 

#_مجتمع_مشكاة

#الخطاب_البديل 

_#تقبل_الآخر 

 

***********************.                 

 

بقلم 

نهى أبو علي 

١٢ / ١/ ٢٠١٩

وسائط متعددة ذات صلة