نظرة على مذكرة الموت (أنمي)
مذكرة الموت
ثلاثة أبعاد واضحة لايت من جهة والشرطة أو القانون من جهة ثانية و إل من جهة ثالثة كل منهم يشكل بعدا واقعيا من خلال طرح فلسفة أخلاقية خلافية تتمثل بسؤال: هل القانون تحت إدارة الدولة قادر على الوصول للعدالة؟
يجيب لايت على هذا السؤال بالنفي ويستدل على ذلك من خلال كثرة الجرائم وتناميها بدل تقلصها، يشكل لايت القوى الثورية الشعبية التي تؤمن بالمحاكمات الشعبية السريعة ضد المجرمين دون محاكمات قانونية طويلة الأمد بل من خلال القتل الفوري، تنامت الشخصية لتصل بسرعة لتقرر استخدام القوة التي بيدها بإفراط ضد الظلم أولا ثم تطورت ضد من يساند الظالمين ولو بالرأي الإعلامي، مما يعني تقليص حرية التعبير إلا باتجاه واحد يؤيده بالضرورة، ثم تطورت لتقتل كل من يحاول القضاء عليه، قتل لايت حتى رجال الشرطة والمحققين رغم إدراكه أنهم يقومون بعملهم ليس إلا ضمن إطار فكرة الدولة، التي رفض لايت وجودها مؤمنا بعالم واحد مثالي خالي من الظلم يمتلك به صلاحيات مطلقة، ومن اسم الحاكم لهذا العالم تطور ليصبح الإله له، حسب مفهوم القدرة الكاملة على جلب الموت وطرقه، تلك القوى الثورية تاريخيا تقع في العديد من الأخطاء وتقتل الأبرياء وهو ما يدعى أنه أخطاء ثورية أو فردية أو كما يقول لايت لابد من بعض الضحايا وخلال مرحلة ما يرى بأنه كبش فداء لخير البشر، أي مخلصا لهم من الظلم، ويضع الناس ضمن ثنائيات محددة إما خير مطلق أو شر مطلق دون اعتبار للنسبية، ووجد من أتباعه من يراه إلها أو شخصا جديرا بالاتباع وتنفيذ أوامره دون تفكير، لقد صنع قطيعه الخاص به
بينما تجيب الشرطة بأن القانون الحالي تحت إدارة الدولة أكثر قدرة على الحفاظ على الأمن المجتمعي ومنع الفوضى التي تأتي من افتراض كل شخص بقدرته على تحقيق العدالة بنفسه وهذا يشبه طرح سقراط الذي فضل شرب السم لتنفيذ حكم المحكمة رغم ظلمها على العدالة الفردية التي قد تضمر الكثير من الفوضى أو أشكال متعددة من الشر الذي يسمى في عالم السياسة ديكتاتورية، وهو ما تعمد فكرة الدولة الأساسية للادعاء بكونها تقلصه.
أما من وجهة نظر إل فالعدالة هي المهمة الموكلة إليه بمقابل مادي فقد طلب منه الامساك بكيرا أي القاتل وذكر أنه نجح بالعديد من القضايا السابقة لكن مع ذلك لم تثق به الشرطة بشكل كامل لأنه يشكل سلطة فوقها لديه من يمسك السلاح دفاعا عنه أو تنفيذا لخططه رغم كون القوانين تمنع الأسلحة إلا التي يحملها الشرطة، مما يعني أنه لا يعمل فعلا بحكم القانون بقدر عمله لمصلحة خاصة قد تتوافق مع القانون وقد تتجاوزه كثيرا، وفكرة كونه من الانتربول الدولي التي توافق الدول من خلال الاتفاقيات الدولية على عملها يجعله أقرب للعدالة حسب تعريف الدولة لها أي تلك التي تضمن استمرار الدولة بالضرورة حتى لو لم تقلص الجرائم بشكل فعلي ولكنها بالضرورة تعطي الأمن المجتمعي العام.
فعليا تصاحب الثورات العديد من حالات الفوضى شبيه بتلك الجماهير التي حاولت مساعدت كيرا ضد نيير ولكن المال المتدفق قادهم لجهة وهدف آخر وهذا ما يحدث دائما سلطة رأس المال تتمكن من توجيه الثورة أو الفوضى نحو أهدافها الخاصة، لينتهي قادة الثورة وأحلامهم.
وحتى الآن الوجود للدولة دون ادعاء بقدرتها على فرض سيادة حقيقة فهي منتهكة على أرض الواقع من أطراف عابرة للحدود مثل المنظمات الأمنية غير الخاصة المنتشرة في العالم بعيدا عن تنظيم الدولة ورغما عن قوانينها، ورغم ادعاء الدول أن وجودها يقلص من ديكتاتورية الفرد ويوزع السلطات إلا أن الفيلسوف فوكو اختصر بقوله أن الدولة هي الحق باحتكار القوة.
تبقى المسألة خلافية نجح لايت خلال وجوده بتقليص الجرائم والحروب ولكنه لم يشكل تنظيما متناميا بعده لأنه أراد الأمر بين يديه وحده، عجزت الدولة عن إعطاء البديل ليستمر معدل الجريمة بالانخفاض لكنها استمرت بالوجود بمؤسساتها، بقيت المنظمات الأمنية الخاصة قائمة لأن موت الشخص لا يعني انهيار المؤسسة فهناك دوما من تم إعداده ليخلف من انتهى دوره بالموت.
أما الشينيجامي لا أراه بعدا بل هو مركز الأبعاد الثلاثة.. القوة المطلقة..إله الموت..وسلاح المذكرة المرمي بهدف التسلية ربما لغز فلسفي أو روحي لم أتمكن من إسقاطه على الواقع.