45

مقال : ليكنِ السّلامُ راية الأرض .

" ليكنِ السّلامُ راية الأرض "

نظراً لما يُمارسُ من عنفٍ في حروبٍ و نزاعات في هذه البُقعة الصغيرة من مجرّتنا ، ماذا لو حلَّ السّلامُ فيها لدقائق ؟ نعم لدقائقَ أو حتّى لحظات ، سنُحبُّ ذلكَ كثيراً و سننزِفُ ندماً على نعمةٍ كانت تُبادُ بأيدينا ( السّلام ) .

في ديننا الحنيف اشتُقَّت منه تلكَ الكلمة و هذا خيرُ دليلٍ يقينيّ على عظيمِ معانيها و على ما يَمكُنُ في الأرضُ لو أنّها كانت ، ها هو الإسلام برسوله يحثُّ قلوبنا قبل ألسنتنا على إفشاء السّلام لما فيه تعاضُدٌ و انتشارُ المحبة لقوله صلَّ الله عليه و سلّم : ( و الّذي نفسي بيده ، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، و لا تؤمنوا حتى تحابوا ، أوَلَا أدلّكُم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السّلام بينكم ) ، يبيّنُ لنا أشرف الخلق في هذا الحديث أنَّ السلامَ إن كان فإنّهُ حتماً سينتشرُ الحبُّ ، و الحبُّ في تفاصيله كلُّ ما هو طيّب .

السّلامُ لا يقفُ عند هذا بل و أنَّ فروعهُ كثيرة و تفاصيله تكادُ أن تُطال كلَّ أمرٍ كان خير ، فنشتقُّ منه التّسامحَ و نشتقُّ منه الحوار و قبولِ رأي الآخرين و احترامهم و احترامِ كلِّ فئات المجتمع ، هذا كلّه لا يأتِ من بابٍ مغلق فلا بدَّ أن نُأسّس تلكَ المفاهيمِ الحميدةِ بدايةً عن طريقِ التّعليم و من ثمّ عن طريقِ التّربية السّليمة لِما فيهما من أثرٍ عميق يعملُ على ترسيخِ هذه المعتقدات و جعلها أُسلوبَ حياة و ذلك ينعكسُ إيجاباً و تلقائياً لا محالة في تكاتفُ الأفراد و تماسكهم و حملِ كلٍّ منهم رسالةً خاصة كانت نتاجاتها و خلاصتها من تلكَ المفرداتِ النيّرة .

إن العملَ و المثابرة و بذلِ المجهودات في تكريسِ تلكَ الأخلاقيات ما يعني أنّنا سننفتحُ على نافذةٍ كانت مغلقةً بمفتاحِ الجهل ، إنَّ دورَ المرأة و عندما أقولَ إمرأة يعني ( أُم ) و الأمُّ لها أدوارٌ كثيرة و مهمّة يصعبُ على البقية أن يُنجزَ السَّهل منها ، لذلك لا بدَّ أن نمسحَ ذلك التهميش و الاستنكارِ في دورِ المرأة ببناءِ المجتمعاتِ الّتي جُبلت على التّسامحِ و السَّلام .

السَّلامُ ضدُّ الظّلم و الظُّلمُ هو مَن كان وراءَ أغلبِ الصُّور الّتي رُسمَت بالخراب و أشكالِ الشَّر كلّه ، ليكنِ السّلامُ هو رايةُ الأرض .

#الخطاب_البديل

وسائط متعددة ذات صلة