هذا المنشور تمت مشاركته في:

برنامج الإقامة الفنية

63

جمال باكير - جدل التراث والحضارة والتاريخ  

 



الكاتب والمخرج جمال باكير هو أحد الفنانين المشاركين ببرنامج الإقامة الفنية لدى مشكاة. وهو أيضا باحث وصانع محتوى خاصة في مجال التراث العربي والفن الإسلامي، كونه مهتم بصناعة القصص المستوحاة من التاريخ والتي تحمل في ذات الوقت قيم معاصرة.

درس جمال الفنون والإعلام في الجامعة اللبنانية الأمريكية، لكن بدأ اهتمامه بالتراث والأدب العربي منذ سن صغير، حيث كان يقرأ الأخبار القديمة وقصص الأنبياء، ويشاهد الأفلام التاريخية والمسلسلات المليئة بالأساطير. وخلال الجامعة، قدم مسرحية شعرية عن حياة الشاعر "ديك الجن" الحمصي. واستمرَ اهتمام جمال في هذا المجال بعدَ تخرجه من الجامعة، وألفَ رواية بعنوان "أميرات منسيات" تتحدث عن سيرة حياة عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين، واللتان كانتا من أشهر النساء في العصر الأموي، تستضيفان أدباء وشعراء وموسيقيين وفنانين وعلماء وتقيمان المسابقات الأدبية، وهن من أوائل النساء اللواتي أقمن الصالونات الأدبية، ويحدث بينهما تنافس كبير إذ تتزوجان أمير العراق مصعب بن الزبير.

 

 


يقول جمال " التراث يحمل الكثير من القيم المعاصرة التي تهمنا في الوقت الحالي، وشعرت أنني يجب أن أُكرس شغفي بالتراث القديم لصناعة محتوى يضيء على هذه الإشراقات الحضارية، خاصة أن التركيز على المحتوى التراثي قليل في العصر الحالي" .

كتب جمال أيضاً كتاباً آخر بعنوان "المنادمة والنديم" والذي يركز على أدب الملوك في التراث العربي، ويتناول قصصا من أخبار الملوك وندمائهم، أي الأدباء الظرفاء والمثقفين الذين كانوا يقدمون التسلية والمرافقة والمشورة  للنبلاء والسياسيين. كما عمل جمال أيضاً على كتابة وإعداد وتقديم برنامج بعنوان "العصر الذهبي" ، وهو عبارة عن سلسلة فيديوهات تغطي جوانب عديدة من إنجازات الحضارة العربية والإسلامية في كافة المجالات، من العلوم إلى الفنون والرياضة والقانون، مقدما صورة منفتحة ومتقدمة عن الحضارة الإسلامية

 

التراث يحمل الكثير من القيم المعاصرة التي تهمنا في الوقت الحالي


وبدعم من مشكاة، يعمل جمال حالياً على إنتاج وثائقي قصير يركز على الفن الأموي في قصر عمرة، متناولا رسوماته الجدارية. ويركز العمل على التفاعل الحضاري الغني في الأردن أثناء العهد الأموي، والذي نشأ عن امتزاج عدة ثقافات في تلك الفترة، مما أتاح ظهور أول مدرسية فنية إسلامية، خاصة بعهد صاحب القصر الأمير الوليد بن يزيد والذي كان عاشقا للثقافة والفنون. 
 



سألنا جمال أيضاً "ماذا تقول لمن ينتقد المحتوى الذي يتحدث عن فترة زمنية مر عليها مئات السنوات؟"
فأجاب " نحن نحتاج هذا المحتوى، من أجل تصحيح أفكارنا وبالتالي تصحيح صورتنا عن ذاتنا. لدينا تصور غير صحيح عن الحضارة والتاريخ، وهو التصور الذي تلقيناه من المدارس والذي لا يغطي كل جوانب الانفتاح الحضاري الهائل كما لا يقدم نقدا، ثانياً، هذا النوع من المحتوى مليء بالسحر الذي ينقل المتلقي في رحلة عبر الزمن، وبالتالي يحرك فيه الفضول للبحث والقراءة والمعرفة أكثر لاختبار التجربة القديمة، وأخيراً، تكمن الأهمية أيضا في الرسائل الملهمة والمعاصرة والمتقدمة التي يحملها هذا المحتوى.. الهوية العربية والإسلامية تعتمد في جزء كبير منها على التاريخ والدين، ولهذا يجب علينا أن نصحح مفهومنا عن القديم المليء بالتنوع والغنى الثقافي، بحيث نستطيع الاستفادة من إيجابياته وتفادي سلبياته.. وتصحيح صورة القديم، يمهد لتغيير الحاضر" 


 


ويتابع جمال أن "المحتوى التاريخي في الكتب والأفلام لا يقدم التسلية والترفيه فحسب، بل يساهم في تغيير الأفكار والتصورات، ويقترح أحيانا العديد من الحلول للمشاكل المعاصرة، كما أنه مُلهم جداً.. ويجعلنا دائماً نتسائل.. "إذا استطاع أجدادنا فعل هذا قبل مئات السنين.. فلماذا لا نستطيع نحن فعل ذلك أيضا؟ "

 

#Meshkat_Community #PeaceGeeks

 

وسائط متعددة ذات صلة