66

جثة الوقت

بقيت دائمة النكران بأنهم كبروا...

حتى بدأت تظهر عليهم تلك الملامح، منها تجاعيد الوجه والأيدي، القيام بالصلوات الخمسة على كرسي، وتضاعفت حبات الدواء لتتجاوز فقط مسكن الآلام، عدم الاكتراث للعديد من تلك القواعد التي كانت محرمة بالقدم.

بدأتُ أتصفن جدران البيت هل حقاً بدأ العمر يمضي ونحن لم نعد نشعر به؟
هل ملهيات يومنا الدقيقة باتت سبب قاهر لعدم تواجدنا معهم لفترات أطول؟
هل أساسيات حياتنا أصبحت مرهقة لهذا الحد، لتلك الدرجة التي بات فيها الفراش أفضل صديق؟
هل حقاً نشاركهم تفاصيل يومنا كالسابق؟ أم نخاف بأن تكون هذه التفاصيل عبئاً جديداً؟

أتسأل دائماً هل حقاً نحن نستغل أوقات يومنا بالشكل الصحيح؟ 

والكثير الكثير بات يشعرني بأنه لا شيء يضاهي العائلة ولكن هناك مشتتات في حياتنا أصبحت تسيطر علينا بدل أن يصبح العكس.

ولا أدري الخلل فينا أم فيها؟! 

في الختام، إن حِكَم الزمن القديم صحيحة وذات قيمة عندما كانت تقاس بمئة ناقة، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.

فلا تجعل من حياتك جثة مقطعة "للوقت".

وسائط متعددة ذات صلة

لا يوجد حاليا محتويات.