92

بيتُ العنكبوت

أنا بيتٌ بخيوطٍ لامعه تحت أشعة الشمس الذهبية وبأريكة فخمة ومريحة لجذب تلك الحشرات الغبية التي تُشكل وجبة عشاء دسمة لربة المنزل السيدة "عنكبوت" . كم تُحب الحشرات الغبية التي تقع في أحضاني وبين خيوطي اللامعة !! 

قبل أن يتم بنائي كنتُ خيوطاً في بطن السية عنكبوت. قبل أن يأتي موسم التزاوج بأسبوع بدأت بإختيار المكان المناسب للبيت واستقر اختيارها على جذعِ شجرة الصنوبر الجافة. نسجت الخيوط بحرفية فاقت قمة الإتقان والجمال. وها أنا مُتزين بكامل حُلتي واناقتي وجاهز لاستقبال أولى الفرائس ... 

يقترب ذلك الذكر من ربة البيت ليدندن لها سيمفونيةَ التلقيح وتقبل بدون أي شروط. لا يدري ذلك الغبي أنه سيكون وجبة دسمة لربة المنزل وصغارها المقبلون على الحياة. بعد التلقيح قامت ربة المنزل بلفه بخيوطها وأكله مع صغارها بشهية لا مثيل لها.. جميلٌ من الخارج قبيحٌ من الداخل ... 

أنا الذي قال فيَّ الله سبحانه وتعالى : "كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وأنَّ اوهن البيوت لبيتُ العنكبوتِ لو كانوا يعلمون" .. لتكن بيوتكم كُلَّ البيوت إلا أنا .. فأنا البيت الذي تقتل فيه الزوجة زوجها هي وأولادها بلا مراعاة لحقوقه .. وأنا البيت الذي تزينه الزوجة من الخارج وتنسى أن تسكنه المودة والرحمة.... 

وكما قال الشاعر محمد.شويطر : 

أعلم أن بيوت العنكبوت 

لا تعيش دهراً 

بل .. تموت .. 

وسائط متعددة ذات صلة

لا يوجد حاليا محتويات.