هذا المنشور تمت مشاركته في:

قصص قصيرة

178

الطالب الجديد

نزل مصطفى من حافلة المدرسة، والتقى مع زميله أحمد ودخلا سوية الى المدرسة.. استغرب كلاهما عندما رأيا "عم حسن" عند مدخل الباب ومعه مواد البناء، كان يبني منحدرا صغيرا عند المدخل، ويرتب قطع الطوب ويملأ الفراغات بمادة الإسمنت. تساءل الصديقان عن السبب وكانا يريدان سؤال "عم حسن" ولكن قاطعهما صوت المديرة : "هيا يا أولاد لقد تأخرتم عن الطابور الصباحي"..

وقف الطلاب والطالبات في الطابور الصباحي ودخلوا الى صفوفهم، استغرب طلاب الصف الخامس –صف مصطفى وأحمد- عندما طلبت منهم المعلمة الذهاب الى صف في الطابق الأرضي بدلاً من صفهم بالطابق الثالث...  

بعد دخولهم الى الصف أخذ مصطفى وأحمد ومن معهم بالصف يتهامسون عن التغيير الموجود في مدخل المدرسة وتغيير صفهم وما سببه، دخلت المعلمة إسراء الى الصف قائلة: "صباح الخير طلابي الأعزاء، كيف أصبحتم اليوم؟ "

"صباح الخير مس إسراء، الحمدلله بخير" أجاب الطلاب بشكل جماعي.

"لعلكم تتساءلون عن سبب تغيير صفكم اليوم"

استأذنت علا بالكلام برفع يدها فأذنت لها المعلمة فقالت : "لو سمحت يا معلمتي وهناك أيضا التغيير في مدخل المدرسة الذي يصنعه عم حسن لم نعرف لماذا "

"التغييران مرتبطان ببعضهما البعض " أجابت المعلمة

"والاجابة ستعرفونها حال وصول ضيفنا الجديد"

تهامس الطلاب فيما بينهم "أي ضيف...لعلها معلمة جديدة....أو طالب جديد...لا بالتأكيد هو معلم جديد فالمعلمة  مس سوزان انتقلت الى مدرسة اخرى قريبة من بيتها ولم تأتي معلمة بديلة...

جاء الضيف الجديد...إنه سامي طالب جديد.. جاء على كرسي متحرك دخل الصف بابتسامة عريضة على وجهه (عرفتم إذاً سبب التغييرات التي حصلت؟)...وعرف عن نفسه: " أنا سامي.... جئت من خارج المدينة..." وتحرك بكرسيه بجانب المقعد الأول واستقر هناك.

كانت أنظار طلاب الصف كلها معلقة بالطالب الجديد سامي، انبهروا بسرعة بذكاءه وسرعة بديهته في الإجابة عن أسئلة المعلمة.

جاء وقت الاستراحة تجمع الطلاب حول سامي يتساءلون عن قصته، تقدم مصطفى وقال لسامي بلطف: نحن نرحب بك ضيفاً جديداً بمدرستنا وصفنا ونحن مستعدون لأي مساعدة تطلبها.

ابتسم سامي وأجاب: شكراً لكم وأتأسف إن كنت سببت لكم بعض الإرباك لأنني علمت أن موقع صفكم تغير.

قال أحمد: على العكس يا سامي فموقع الصف الجديد مناسب لنا جميعا.

وأخذ الطلاب يتنافسون في الكلام:

أستطيع يا سامي أن أزودك بالدروس التي فاتتك.

وأنا يا سامي أستطيع أن آتي صباحا وآخذك معي للمدرسة

وأنا....وأنا أستطيع أن أذهب بك الى البيت ظهراً.

واختلطت أصوات الطلاب جميعاً حتى جاءهم صوت المعلمة: انتهى وقت الإستراحة.... انتهى اليوم الدراسي وجاء والد سامي لأخذه بالسيارة، ابتسم سامي وقال لزملاءه: أشكركم على اليوم الرائع لم أكن اتوقع أن ترحبوا بي بهذه السهولة لأنني.....لأنني أختلف عنكم....قالها وفي عينيه نظرة حزن...

وضع أحمد يده على كتف سامي وقال له: أنت لست مختلفاً عنا بل أنت تتميز عنا وشكراً لك أنت لقدومك إلى مدرستنا بالذات...سوف نقضي معاً سنة دراسية رائعة..

ابتسم سامي لكلام أحمد وودع الاصدقاء بعضهم عند بوابة المدرسة ليستعدوا ليوم لقاء ثاني....

#الخطاب_البديل

وسائط متعددة ذات صلة