هذا المنشور تمت مشاركته في:

قصص قصيرة

66

أفلاطونية المرض

كان صديقنا أحمد شاباً يافعاً لم يتجاوز عمره 28 عاماً. مقبلاً على الزواج غيرَ مُدبر. كان يعاني من عدة أعراض غير مترابطة. تشتت قدماه بينَ عيادةٍ وأخرى. عند طبيب الروماتيزم يجلس الآن وعلى ذلك الكرسي الجلدي الأسود رمى بنفسه مُتعباً يشعر بجسده المنهك وكأنَّ مطارقاً تضربه في قدميه. 

نادت الممرضة : السيد أحمد تفضل ، الطبيب بانتظارك. قام صديقنا بخطواتٍ رتيبة مستشعراً مفاصل قدميه. بعد رؤية الطبيب شخصه بمرض نادر يسمى "مرض بهجت". قال له الطبيب : هو مرض مناعي ذاتي يُسبب التهابات في مختلف أوعية الجسم الدموية. ومن أعراضه : تقرحات الفم والجهاز التناسلي والتهاب العيون وأعراض في مختلف أنحاء الجسم. يجب على صديقنا رؤية عدة اطباء من مُختلف التخصصات حتى يتمتع بنوعية حياة جيدة. 

بدأت الأفكار تراود أحمد. "أنا شاب في مقتبل عمري ولن أعيش بعد هذا المرض جيداً" قال لنفسه. ثُمَّ أردف قائلاً : " المرض من عند الله" . ذهب ليتوضأ وصلى. 

بعد مدة وجيزة ، بدأ أحمد بتناول جرعات من الكورتيزون حتى تهدأ من المرض. هدأت الأعراض ولكنه مرض مزمن سيرافقه طول حياته. 

رغم الألم إلا أنَّ هذه طبيعة الحيا. لا بُدَّ إن يصل المرض والألم والابتلاء إليك. قال عز وجل : "خُلقَ الإنسان في كبد" وكما يقولون : كُن مع الله ولا تُبالي . 

وسائط متعددة ذات صلة

لا يوجد حاليا محتويات.