21

أقلامٌ مصفَّدة

إنني الآن.. أكتب بيدي المقيّدة

أكتب لأنهم سلبوا مِنّا ضجيج الألسنة

أكتب حروفاً مبعثرة متلعثمة

بأفكارٍ مهجورة مُعتقَلة

بأبجديةِ سرائرنا المكبَّلة.

 

سنوات طِوال مؤرشفة 

أفواهنا حُرِّمت عليها المجاهرة

جدراننا بأُذينات مزودة

 همساتنا علاها دويّ المدفعية

 وأزير المقاتلة

 

عيوننا سُكِّرتْ 

بلمسات الخوف والمساءلة

وغُشِّيت بشعاع الصاروخ والرصاصة... 

أسماعنا على ذبذبات الصمت مقتصرة

لا تسمع صراخ الضحايا

ولا هدير المجنزرة...

عقولنا في طوق سُباتٍ خامدة

أبعادها محدودة

 تدور في حلبة الجنس والمعدة.

 

أحياءٌ راقدون

في تابوت الوطن

 منذ خمس عقود

استوطنت في أحشائنا

 رائحة البارود

ففي عقده الأول

داهمنا القائد المغوار

على ظهرة دبابة روسية 

بشعار الحرية مزينة

 

وفي عقده الثاني

خرجت مجنزراته من بيوتنا

باسم أمن الوطن

ووحدة الوطن

بأشلائنا ودمائنا مُحمَّلة

وفي عقده الثالث

طالت حباله السرية

مع شرايين الياسمين مثبتّة

فيُقدِّمُ لنا

عرَّاب العروبة والسلام

ابنه مُسَيْلمة

 

وفي الرابع والخامس 

سار المقنّع مسيلمة

على آثار خطوات المغوار مُحطِّمة

آمالنا وأحلامنا وأمنياتنا

بالقمع والتهجير أرواحنا مشردة.

 

خمسون عاماً

 عقولنا مستعبدة

خمسون عاماً

 شفرات السيف و نيران الرصاص مسلّطة

خمسون عاماً

نعمل للوطن بسواعدنا المصفّدة

بأدمغتنا المبرمجة المسيّرة.

 

نعمل    ونعمل

حتى نجوع في الوطن

ونُذلّ في الوطن

ونُسجن في الوطن

ونُعذَّبُ على أرض الوطن

ليظهر علينا المقنّع متقهقهاً

 بشعاراتٍ قوميةٍ مزلزلة

ينفي أعوام قهرنا الموثَّقة

 

فنموت كلنا على أرض الوطن

ليحيا المقنّع 

وابن خال المقنّع

وابن عم المقنّع 

ومعهم عرّابة الوطن

 لابأس... 

كلهُ فداءٌ للوطن.

وسائط متعددة ذات صلة

لا يوجد حاليا محتويات.